part 1

5.9K 64 1
                                    

غشت، شهر كيف باقي الاشهر، كاين لي كيعجبو حيتاش الصيف و كيمشي يتبحر، و كاين لي ماعندوش مع الصهد و كيفضل البرد، و لكن راه كيبقى غير شهر بالنسبة ليهم و غادي يدوز... و لكن بالنسبة ليها داك الشهر عمرو ماغادي يكون شهر عادي و لا كيدوز، شهر غشت في كل عام و لمدة 30 عام كيدوز عنها مكفس، شهر كتفكر فيه جميع الآلام، و جميع المعانات و الذل لي عاشتو في داك شهر، فلو سولناها على اكفس نهار اتقول ليهم شهر غشت. باش نفهمو اي قصة ديما خاصنا نعاودو و نبداو من الاول .... اول الاول نواحي ورزازات .... قبل 36 عام من الان ... " عايشة يالاه اجي" هاد الجملة هي لي كانت مفضلة عندها في زمن الطفولة، فاش كيتجمعو بنات الدوار باش يلعبو، كتستغل فرصة مها و خوتها واخدين قيلولة و كتخرج تلعب معاهم، كتسل بشوية باش ماتيفقش خوتها و مها، حتى كتوصل الباب و عاد تقدر تهضر "ياك ديما كنقول ليك عيطي ليا بشوية و انا نخرج، لاش كتغوتي، واش تبغي حسيت يفيق و يبدا يغوت تاني" و كالعادة همهم غير يخرجو و يلعبو، كتعاتب صاحبتها و لكن ماكتسناش تجاوبها كتمشي نيشان عند البنات لي مجمعين كيلعبو .... كان اللعب هو المتنفس عندهم في وقت الصيف، من بعد الفياق بكري و سريح الغنم، و تسگي الما من الواد، و عدة اعمال اخرى، فكانت هادي هي الفرصة لي كيلعبو فيها و هي كان عليها الحصار شوية بحكم ان باها ميت فخوتها كيحميوها بطريقتهم، خوفهم عليها كثر من القياس كيخليهم يضغطو عليها فبزاف الحويج ، هوما ماعرفوش يوصلو ليها حبهم و لكن هادي هي طريقتهم لي كتشوفها هي جهنهم بالنسبة ليها .... و هنا فين خوتها دارو الغلط، طفلة بعمر 8 يتيم الاب خاصها حنان و لكن مع الاسف ماعرفوش كيفاش يعطيوه ليها، في حين كان شخص اخر في نفس الدوار مستعد انه يعطيها حنان قد الدنيا غير باشارة من يديها. ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻟﻲ ﻛﺎﻧﻮ ﺍﻟﺒﻨﺎﺕ ﻛﻴﻠﻌﺒﻮ، ﻛﺎﻥ هو ﻣﺘﻜﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ براحة ﻭحاضيهم ... عيونه كيتابعوها كالصقر وكيحدقو فيها بكل نهم ... مع كل حركة كانت كاديرها .. وكل تصرف منها ... ﻫﺎﺩ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻫﻲ ﻟﻲ ﻳﻘﺪﺭ ﻳﺤﻀﻴﻬﺎ ﺑﺮﺍﺣﺘﻮ ، ﻛﺎﻥ ﻳﻄﻠﺐ من ﺧﻮﻩ ﻳﺴﺮﺡ ﺍﻟﻐﻨﻢ ﻓﻲ ﻫﺎﺩ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺑﺎﺵ ﻏﻴﺮ ﻳﻜﻮﻥ ﺣﺎﺿﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ لي كتلعب ﻓﻴﻪ تنشر سعادتها حوله ... ﺭﻏﻢ ﺳﻨﻮ باقي مجرد مراهق مافاتش ستة عشر سنة ،ﺍﻻ ﺍﻧﻪ ﻋﻨﺪﻭ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﺟﻴﺎﺷﺔ ﺗﺠﺎﻫﻬﺎ .. ماقادرش يوصفها ولا يتخيل راسه أنه كيحس بهادشي وهي مجرد طفلة .. طفلة وكتخلي صدى دقات قلبه هائجة ... منفلتة ... ومتمردة ...! قلبه لي فلت من عقاله ... ومزق صدره بمشاعر قاتلة ... ﺍﻣﺘﻰ ﺑﺪﺍ ﻳﺤﺲ بوجودها ؟ هو بنفسه ﻣﺎﻋﺮﻓﺶ !! يقدر ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻭﻝ ﻧﻬﺎﺭ ﺷﺎﻓﻬﺎ ﻓﺎﺵ ﻛﺎﻧﻮ ﻳﺎﻻﻩ ﺗﺤﻮﻟﻮ ﺣﺪﺍﻫﻢ ﻭ ﻛﺎﻧﻮ ﻛﻴﻨﺰﻟﻮ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ ؟ .. يقدر ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻫﻀﺮ معها فاش ﺳﻮﻟﻬﺎ ﻳﺎﻛﻤﺎ ﻣﻮﺿﺮﺓ ؟ و ﻳﻤﻜﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻐﺎﻫﺎ ﺍﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﺷﺎﻓﻬﺎ ﻣﺰﻳﺎﻥ ﻭ ﻛﺎﻥ ﻗﺮﻳﺐ ﻟﻴﻬﺎ أكثر ؟ يمكن أول مرة فاش قررات تضحك فوجهه بكل براءة ... وتخلي طابعها فعقله عمره مايزول .. من الوقت لي بدا يحس ... كيشعر بها وبضحكتها كتردد فوذنيه ... بعيونها وهما كيقلبو على لعبتها المفضلة ... من وقتها وهو حاس براسه فحال اذا لقى كنز ... كان مخبي فدهاليز الماضي ... و كالعادة غير كيقرب الوقت ديال فياق خوتها كدخل تاني لدار، و هو كيبقى مراقبها حتى كدخل عاد كيتحرك يمشي فحالو هاكذا مرت الايام عليه، يوم على يوم كيبقى يحوم حداها، يستنشق رحيقها، و يلمم فتاتها من الاماكن لي كتواجد بيهم، عام و هو مراقبها، حفظ كل تحركاتها و كل خطواتها، حركاتها و ضحكتها، عام من نهار بانت في حياتو و هو مكتفي انه يراقبها من بعيد فقط. مرة وحدة لي قدر يكون قريب منها و هي المرة الوحيدة لي هضر معاها فيها، و كانت المرة لي لقاها موضرة .... الحوار لي داز بيناتهم، لم يتعدى بضع كلمات، و لكن كان بالنسبة ليه بحور من الابيات الشعرية، و كان بمثابة كلام دام لساعات و ساعات. رغم انهم جيران الا ان الاحترام واجب في الدواوير، و كان متردد و خايف يهضر معاها، رغم صغر سنهم الا انه كان متخوف من مشاعره اتجاهها و خجله حتى هو لعب دور، داكشي علاش بقى بعيد، و لكن من بعد عام هاد المراقبة من بعيد مابقاتش كافياه، خاصو يزيد يتقرب، خاصو يهضر، خاصو يدير شي فعل، لانه مابقاتش مقتانع بالمراقبة الا انه قرر ينزل للملعب. من بعد عام، قرر انه و لاول مرة يتبعها و يبين وجوده، كيف عارف جميع تحركاتها، عارفها اليوم بلي غادي تمشي تسگي الما من العين لي في الواد، و لحسن حظه النهار لي قرر يتبعها كانت بوحدها، زعم اليوم و ماغاديش يتردد كالعادة، قررت و خاصو ينفذ، عيونه كيف عيون النسر و حراكته كيف حركات الفهد متبعين فريستهم و مستعدين يهجمو في اي لحظة، خطوة خطوة حتى وصل ليها، سمعها كددن شي حاجة و على الاغلب اتكون شي اغنية لي مولفة تغنيها هي و البنات، استجمع قوته و قرر يتكلم محمد: عايشة جفولها خبره بانه غوت، كعما حس براسو و ماقدرش انه يتحكم في صوته، فاش ضارت عندو و تلاقيو عينيهم، حس بنبضات قلبو كيضربو في ودنيه، الدنيا حبسات بيه، اكتفى انه يغرق برماد عينيها، و يزيد يتفحصها عن قرب، راقب حركات يديها لي باين عليها التوتر، راقب خصلات شعرها البنية لي تمردات و خارجة من الزيف لي كيديروه معظم البنات في الدوار، راقب كل انش في وجهها، و رجع لحصار عينيها، خدا صورة ليها كاملة و عن قرب و لي غادي تبقى مرسخة ليه في البال لوقت طويل، ماكرهش الزمان يتوقف في هاد اللحظة بالضبط، و لكن انقطع التواصل بيناتهم ملي نزلات عينيها و رجع للواقع. كان باقي متأثر بقربها، و لكن شعوره بانها تقدر تمشي و تخليه واقف كيف الهبيل، خلاه يهضر بلاما يوزن كلامو، و كاع الهضرة لي وجدها قبل مشات ليه، و قدر يقول زوج كلمات لي زادت طين البلة. محمد: عايشة، كنبغيك

جروح لا تندمل Où les histoires vivent. Découvrez maintenant