كالسة جنب الواد و مادا رجليها كتستمعت ببرودة الماء في شهر غشت لي معروف بالحرارة و خلاص في مناطق كيف لي عايشة فيهم .... مغمضة عينيها و كتنصنط لزقزقة العصافير ، و بعبعة الغنم من بعيد، راحة نفسية سلبات لبها عدة لحظات .... حتى تحطات عليها يد على كتفتهل خلاتها تجفل و ضور تشوف شكون .... لكن ثواني لي احتاجت باش ترجع لسعادتها فاش عرفات هوية الشخص، كلس في جنبها و دار بحالها .... عم الصمت لعدة دقائق حتى كسراته عايشة:" اشنو كدير هنا ا محمد !؟" ضار حط يديه على فمها كدليل باش تسكت .... تلاقى رماد عينيها مع غابات الزيتون، ماحاولش يهضر و حتى هي مابغاتش تخسر اللحظة، و اكتفو بحوار العينين لي وصل المشاعر كثر من حوار اللسان .... انعزلو على العالم و بقاو بوحدهم في عالمهم الخاص، كيسمعو غير لخرير الماء و زقزقة العصافير و صياح الغنم .... ماكرهوش يتوقف الزمن و يبقاو غير فهاد اللحظة .... باقي حاط صباع يديه على فمها و مد يديه الحرة كيتلمس شعرها الكستنائي، غمضات عينيها و كانها باغة تحتافظ بهاد الموقف في ذاكرتها للأبد، .... فجأة دوى صوت غوت باسمها رجعها للواقع "عايشة" صوت مألوف عندها، بل كتعرفو مزيان .... حلات عينيها و لقات محمد باقي قدامها غير هو سحب يديه عليها، ضارت جهة الصوت حتى كتلقى مها فاطمة واقفة عليها ، قفزات من بلاصتها و هرولت لعندها عايشة قدرات تنطق بصوت مبحوح: " مي" فاطمة:" اش كديري معاه!!؟" عايشة:" مادرت والو ا مي غير كنا كالسين و صافي" فاطمة نزلات بيديها لوجهها، فدوى صوت صفعة خلات عايشة ترجع للواقع .... فجأة بدات كتحس بوجع في جسدها كامل، ثقل في كرشها، و عينيها متورمة فاطمة:" كيفاش مادرتو والو و اش هاد الحالة!!؟" نزلات تشوف راسها حتى كتلقى راسها حاملة و كرشها كبيرة، وجهها و جسدها كله كدمات لي خلاو فيها خوتها .... ضارت جهة الواد فين كانت كالسة هي و محمد حتى كالقى غير الفراغ .... ماكاينش محمد .... عايشة بوحدها في مواجهة مها و هي حاملة بولده في كرشها .... رجعات شافت في مها و نزلات عينيها، ماقدراتش تشوف في عينين مها كمية الخذلان و الذل لي جابتو ليها .... الا ان يد تحطات على فكها و هزات ليها وجهها، تقابلات مع وجه مها فاطمة .... و لكن هاد المرة كانت مبتسمة و بشوشة .... في عينيها كانت نظرة انكسار الا انهم كان فيهم حب قادر يحميها مدى الحياة. فاطمة:" هزي راسك و عمرك تنزليه، غلطتي اه و لكن كتبقاي بنتي، و عمرني نتخلى عليك ..... انا ديما في جنبك ... و نتمنى هاد الغلط يقويك و يبدلك الاحسن" عنقتها و تشبثات فيها و كانها خايفاها تهرب، و اطلقت العنان لدموعها باش يسيلو على حناكها .... اجهشت في البكاء و كانها عمرها بكات من قبل، و في كل مرة كتزيد تزير على مها ..... فجأة لقات راسها بوحدها، مها تبخرت كيف السراب، حبسات من البكاء الا ان دموعها باقي دايزين .... ضارت على كتقلب على مها و لكن لا اثر ليها .... بقات بوحدها في الخلاء و كأن عمر شي حد داز من هنا، و لكن بقى صوتها كيوصلها من مصدر مجهول. " انا ديما معاك و ديما في جنبك .... هزي راسك و عمرك تنزيله" فاقت و هي مخلوعة، حسات بالدموع دايزين من عينيها، مسحاتهم و هي كتحمد الله انه كان غير حلم ..... فاش بدات تستوعب، حتى لقات راسها ممدة في دارهم و ماشي في دار خالتها ..... حاولت تركز حتى بدا كيتوضح ليها الاصوات لي جاية من برا، كان اصوات البكاء و العويل واضحين .... بدات كتسترجع الذاكرة حتى لقات بلي الحلم كان حقيقة و بلي هي بصح فقدات صدر الحنان و الامان .... فاطمة مها مشات و عمرها ترجع. بقاو كيتوافدو العزاية 3 ايام متابعة، اكتفت انها انزوعت في قنت و كتقبل التعازي من الناس برحكة من راسها فقط .... كاين لي كيرمقها بنظرات كلها اسى و شفقة و حتى نظرات الفضول على حال البنت لي غبرات ستة سنين تقريبا من الدوار بسبب مجهول حتى رجعات في موت امها، و معاها خالتها و ولدها و ولد صغير، .... كاينين ناس لي وقفو معاهم و كاين لي جا غير باش يدي ما يعاود .... هاد الفئة الاخيرة ربطوها بعلاقة سعيد و عايشة ... و بلي تزوجات بيه بدون مايعلنوها و النتيجة كانت ولد .... و كاين شي وحدين من نفس الفئة لي كتكون ذكية، قدرو يستنتجو الحقيقة ان عايشة حملات و نبذوها دارهم لمصير مجهول، اخرته تلاقات مع خالتها و سعيد .... هادشي قدرو يلاحظوه بسبب انها من نهار خرجات من الدوار ماعاودات رجعات. شلة هضرة تقالت قدامها، و شلة هضرة تقالت وراها .... و لكن هي كانت في عالمها بوحدها، و غير مهتمة بهضرتهم و اش كيقول فيها .... لي فيها كان كافيها .... موت مها كان هو القشة لي قصمت ظهر البعير .... بقات منزوية في مكانها .... ماهضرات و لا تفاعلات مع حتى واحد، حتى من ولدها من نهار جات و سعيد لي مكلف بيه .... بقات في علمها الحزين ماعاودات بكات من نهار فاقت و تقبلات الحقيقة المرة .... بقات ساكتة و صامدة و منعزلة. اخيرا بقات بوحدها، من بعد ماتوقفو العزاية من سير و اجي، دخلات لبيت و لقات ولدها ناعس، تكات حداه و عنقاته و كانها كتستمد منه القوة، و عاد قدرات تطلق الدموع لي كبتاتهم هاد اليومين، بقات على ديك الحالة حتى غفات.