part 48

680 11 0
                                    

ماعرفاتش كيفاش ووقتاش ولا امتى قدرات توصل للمشفى .. كانت كتجري فالممر .. عينيها كيجرو بالدموع ... هادوك الدموع لي كبحاتهم لسنوات .. ماقدراتش تمنع راسها انها تسكبهم .. كيطيحو على خدها فحال الجمر .. كيحرق كل إنش فيها ... كل خلية فيها كانت كترتعش .. خوفاً .. هلعاً وتوتراً ... كلما قربات قلبها كيزيد يشعلو فيه براكين الخوف .. بغات تفتح الباب لاش تدخل عنده .. ويديها كيزلقو على مزلاج الباب ... الممرضة حاولت تمنعها ... " الالة ماتقدريش تدخلي عندو دابا .. عاد خرجوه من المستعجلات " بأنفاس مظطربة .. بزز قدرات تتكلم .. عايشة :" واش وقعات ليه شي حاجة " زادت كتبكي ... كتحاول تمسح عينيها ولكن الصبر لي كان عندها كله سالا ... عايشة:" غير غانشوفو .. زوج دقايق ونخرج" .. منعاتها الممرضة بلباقة الشيء لي خلاها تتراجع اللور .. وغصة مستحكمة حلقها .. كأنه مرجل كيغلي داخل أعضائها .. وكيفصل الروح على الجسد .. الذات كتألم .. مفاصيلها كلهم مشنجين .. تدخل علي و مصطفى باش يهدنوها، كلسوها في كرسي و حاولو معاها كثر من مرة، بزز باش قدرات تهدن و تكلس. الانتظار باش تدخل لعنده كان مرير .. الدقائق بانو ليها ساعات ... كاتمشي وتجي ... كاتوصل حتى للباب وتعاود تخوتها شجاعتها ..... شحال قدها تقاوم .. شحال غايبقا الآلم كينهش فذاتها ... كيمزق كل جزء فيها ... طال صبرها وعيات ... الوحدة نهشاتها .. والفراق التهمها فحال شي وحش ف ليلة مظلمة ... باقي كتبغي محمد .. باقي كتبغيه بنفس القدر ونفس القوة وهي مراهقة ... ودابا ف الأربعينات من عمرها .. ومازال طيفه مستوطن ذاكرتها .. حدقات ف جدران المشفى الأبيض .. هادشي غير ما خلا قلبها يتقبض كثر .. وكل دمعة كانت كتفيض من عينيها ... اكثر حرقة وأكثر مرورة من الدمعة لي قبلها ... كتبلع طعم الصدأ فحلقها ... حار ومرير .... كان محمد هو رجل حياتها .. اول واحد اختبرت معه معنى المشاعر ... دخل من باب حياتها .. ورجع غادرها بكل قسوة ... خلاها فحال اذا مهجورة ... الوحيد لي نفذ لأعماقها .. قدر يزرع سم غرامه فيها عرق ب عرق ... سمعات خطوات كيتقربو منهم، كلهم كانو متحفزبن كيتسناو اش ايقول الطبيب لي قاصدهم، هاد الاخير غير وصل ماخداش بزاف الوقت باش يطمئنهم على حالته طبيب:" الحمدلله على سلامته، فعلا كان محظوظ ... كن ما الشجرة لي حبساته كن كان في عداد الموتى، على اي دابا حالته مستقرة، بعض الجروح و لكن قريب و تندمل، و العجيب انه نجى حتى من الكسور، و خاصنا نخليو عندنا 48 ساعة لا يكونو شي جروح و لا نزيف داخلي و لا شي مضاعفات، ... الله يشافيه" انحسب الطبيب و هاد المرة هي لي قلبات على الكرسي فين تكلس، رجليها مابقاوش هازبينها، كتكس ببهم ولا كيف الهلام، ... دموع نزلو تاني من عينيها و هاد المرة بغزارة، ماق ىاتش تحدد ديالاش دوك الدموع ... تدخل علي كيطبطب عليها علي:" راه لاباس عليه و سمعتي الطبيب، غير تهناي و ارتاحي ا مي" اكتفت انها تمسح دموعها بلاما تجاوبو، و اش عندها ماتقول دموعها خاونوها، و تخاف حتى لسانها يخونها. عينيه ثقال وراسه اكثر .. كان كيحس بثقل الدنيا كله جاثم على ضلوعه ... آخر حاجة تذكرها .. هو سفره .. وقلبه لي كان كل مرة غايمزق ضلوعه ... شوقاً وانتظاراً باش يشوف ولده وعايشة ... وبعدها الظلام لي غشا الامر .. وخلاه يطيح فشي بئر عميق .... فتح مقلتيه ومازال الثقل كايزيد جهة مفاصليه ... " محمد " سمع بحتها .. واش غير كيحلم ؟ولا غير تهيئات فحال هاد السنين كلها ؟ .... ولا مجرد طيف استوطن ذاكرته بقوة ومابغاش يغادره ... بانت له عايشة حالسة جنبه ويديها وسط كفه .. حس بإحتراق كيشب ف ضلوعه وكفها كيلامس جلده .. محمد:" عايشة نتي ؟ " الصوت انبعث من عندها فحال شي لحن حزين ... عايشة:" واش كتضرك شي حاجة ؟ " صافي ماقدرش مازال يصدق وجودها هنا بقرب سريره .. كتسوله وفحال اذا داك القناع الجليدي لي دارتو هاد السنوات الاخيرة بيناتهم ذاب .. حس بدمعتها طاحت على يديه .. كتزيد تشعل فيه نار الندم .... مد يديه باش يمسح ليه الدمعة، و لكن حس بيديه ثقيلة عليه ماقدرش يزيد يمدها كثر، الوجع لي حس بيه خلاه يتاوه، الشئ لي خلا عايشة تنوض من الكرسي لي كانت كالسة فيه و تحاول ترجع يديه لبلاصتها عايشة:" ماتحركش بزاف راه باقي مقصح" محمد:" اشنو طرا !؟" عايشة:" نسيتي !!؟ " محمد:" كنت في طريق جاي، و يمكن غفيت للحظة و من تما ماعقلت على والو" عايشة دعوع رجعو تجمعو في عينيها، الطريقة باش كيهضر و كأن حتى حاجة ماطرات، كانه غير خدا قيلولة و نعس، كان غادي يفارق الحياة و مجرد التفكير في هاد النقطة كتحس بقلبها ايسكت .... عايشة (جاوبات بانفعال) :" راك يومين و نتا دايخ ماعرفاك واش في غيبوبة و لا لا، .... الطبيب كيقول راك لاباس، و نتا مافقتي .. و فاش فقتي كتقول غفات عينيك و نعستي"

جروح لا تندمل Où les histoires vivent. Découvrez maintenant