تحمل و صبر3

85 17 19
                                    


أدين:

-غرِيب...كونِي قد أكملتُ لِلتّوِ قراءة وجهة نظرِي عن حياتِي مع أخِي، لا أصدّق أنني أنا من عِشتُ كل ذلِك...لقد كان مؤلما، مؤلِما بشدة ما جعلنِي أضحك...أنا أضحكُ الآن بهستيرية، صوتي يتعالى أكثر...تبا لِمَ كان عليّ أن أكون هكذا...إنه مؤلِمٌ جِدّا وضحكاتِي المفاجئة لم تعد جزءًا من مرضِ انفصامي بل حقيقة في شخصِيّتِي...أرِيد البكاء بشدة على حالِي...فلِم لا أتوقّف عن الضحِكِ الآن؟

قلبتُ الصفحة بِيدِِ مرتجفة، أسمعه يصفّق ثمّ يضحكُ ثمّ يحطِّم شيئا ما في غرفته، تجاهلتُ الروتِين المعتاد مكملا قراءة ما كُتِب في رسالة الرّئِيس داخِلِي:

-سأبدأ بالجزء المحبب، أنا آسِف، أظنّ ذلك، أدري أنني مخطئ في أمورِِ لازلتُ أنكِرها، لكِنني لا أرى بأعين الآخرين، فإن كانت الأغلبية تراني مخطِئا، فعلى الأرجح أنا مخطِئ فِي شيء ما، أمام الشرفة أنا أُطِلّ على أخِي الذي يتدبر أمر مكوثه هنا أحد من أتباعي بينما أخطّ ما بقِيَ فِي قلبِي و ما بقِي منه داخِل هاتِفِ زوجتِي السابقة...أنا حقا آسِف.

كان هذا كلّ ما كُتِب في صفحة كامِلة، و كأنه كان يكتب قليلا ليتوقف و يعود في وقتِِ آخر ليكمِل، و أظنّ أنه ما حدث بالفعل.

تجوّلت عيناي على الأحرف بينما أقرأ:

-أقسِمُ بِكلّ شيء بقِيَ لِي، أننِي مستعِدّ لِنسيان الماضِي و البدأَ مِن جدِيد مع أخِي و ابنتي و مايكل، سأفعلها، لأنني رجلٌ حساس جِدّا و عاطِفِيّ، يغضب و يسامح بسهولة، سأفعلها و سأعطِي لأخِي فرصة أخِيرة و لو كان لا يستحِقّها لكِن بِشرطِِ واحد، لن أقوم بِأيّ خطوة إن لم يتحقق شرطِي، رمشتُ مرّتين أكمِل قِراءة ما تطلبه، أرِيد مِنه أن يعتذِر لخيانته لِي مع لارا، أن يعتذر بصِدِقِِ لِي كأخِِ بسِيط، و سأقبل بأن أدخل المصحة العقلية إن كان ما يتطلبه أن يعاد لم شملِ عائِلتنا، أرِيد منه الاعتذار لي فقط، و سأتغير من جديد، فقط لأنني أحِبّه، و أحب جينا، و أحب مايكل، و أحب أدِين، ابنِي الذي بقِيَ معِي رغم انفصامي، أنا أحبّه أيضا، ألا يستطِيع أن يعتذِر؟

تنفّستُ الصعداء، أشهق و أزفِر بهدوء، تولدت قشعريرة داخِلي و ضربات قلبي الحيوان تزايدت.

الحقيقة هي أنه أول فردِِ من عائِلتِي يخبرني أنه يحبني، و الكذِب أنه ليس أبي و لطالما كرهتُ تعامله معِي، فلِما أشعر بالألم؟

قلبتُ نظراتِي نحوه، مقابِلا إياي في المطبخ، يدير كأس الماء الزجاجِيّ الفارغ بين أصابعه مركزا فيه و هو يفكر شاردا، كالعادة، ثمّ يضعه على الطاولة مرة أخرى، يناظِره لمدة ثمّ يبتسم بجانِبِيّة:

اعد لي هاتِفي!!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن