أدين:أنتظِر و أنتظِر...
و ها قد وصلت الثالِثة و الربع و أنا مستلقِِ أشتهِي إشارة مِن الحارِس حتى أقوم بِعملِي و أنتهِي...
في هذه الخمس و أربعين دقِيقة حضّرت نفسِي، ارتديت ملابِسِي، عدّلت خِطابِي، رتّبت كلِماتِي، انتقيت حروفِي و مستعِدّ لِأصعب اعتِراف لِي منذ بِداية حياتِي المعوّقة...
لمحت إيماءة الحارِس الذِي أتى بغتة لِأفهم أنّ المذنِب البرِيئ...شيء من هذا القبيل، داخِل الغرفة الحمراء...
وقفت فنفضت الغبار الوهمِيّ عن ملابِسِي ثمّ عدلت هِندامِي إلى أن توجّهت نحو طرِيقِي: الغرفة الحمراء.
أنا حتّى لم أعطِ اهتماما لِجعل هاتِفِي فِي الوضع الصّامِت!
و أنا أمام الباب، انتقيت قِناع "الجوكر الضاحِك." و ثبّتُّه جيّدا ثمّ فتحت الباب الحدِيدِيّ...
كالعادة، ضوء الغرفة السّاطِع أغدقنِي و شخصِيّتِي المختلّة اللعوبة السّادِية قدِ افرنقعت فِي كلّ أنحاء جسدِي.
أنا و لِلمرّات النادِرة أشعر بالتّوتّر و بالذنب الذرِيع، فكلّ تِلك الأحاسِيس أخبِّأها لِلقادِم و الفِعل ما وراء إنهاء الحالِيّ...
لم أتكبّد عناء النّظر فِي وجه ضحيّة الخِداع حتّى، و قد كنتُ أعدِّل رسغ لِباسِي بِكلّ بطئ و استِفزاز، الشّخص لم يكُن فِي كامِل قِواه العقلِيّة، فقد كنت أسمع صوت السلاسِل الذلِيل و الخافِت دلِيل على بِداية استِيقاظِه...
صحِيح أنّ الّذِي أفعله الآن مِن تصرّفات و أقوال غير جيّد و لا يمدّ لِلإِنسانِيّة بِصِلة...
لكِن، أن أعِيش الدّور ذاتِيّا و أتعوّد عليه بالإِضافة أنّ كل عقبة قد أخذت مجراها نحو اعتِرافِي لِلأصدِقاء...
ليس هيّنا أن تبقى إنسانِيتِّي فِي محلّها...
رميت رأسِي لِلخلف متنهّدا بعد أن قمت بفرقعة خفيفة له، ثمّ قمت بِفرقعة أصابِعِي أيضا بعد أن لويت ربع السّوط حول رسغِي، أحكمت قبضه، شددت عليه، و قد بدأت مشاعِر الضِيق و الذنب تجتاحنِي، ثمّ بِقوّة...
جلدت كفّ جسدِ المحبوس...
استدرت لِلجِهة الأخرى و يدِي تعتصِر الصّوط بِسخط...
إنّه لشعور صعب، أن تؤذِي شخصا لم يكُن يستحِقّ كلّ هذا العِقاب، و أنا أعِيشه كلّ مرّة أستوطِن هذِه الغرفة مجبرا...
أنت تقرأ
اعد لي هاتِفي!!
General Fictionلم يكن سؤالا مهما و لن يكون في الحقيقة...لكِن رغم ذلِك، ماذا لو لم يكن الهاتِف بِرِفقة جينا من جمعهما، هل كانا سيلتقِيان؟ إنه متغطرس، أمثاله يجب محوهم من المدينة، إلا أنه مِن ضِمنِ الشباب فِي فترة منظمة الغرفة الحمراء. -جينا- لم أشهد على شخص متمرد م...