عن الماضي أتحدّث5...

88 20 7
                                    


قبل 17 سنة و نصف...

الكاتبة:

-دعنا ننهِي ما بدأناه سويّا أخِي، نطق بها ماكس، يده ارتجفت للحظات عدّة، لكنّه تمالك نفسه حينما عمّ الهدوء فجأة.

كان يعلم بوجود إكس أمامه الآن، يناظِره، وحدهما داخِل مكتبه...

لا وجود للتردد أو الاستسلام بعد هذه اللحظة، لقد حان الوقت!

أخذ نفسا عمِيقا، عميقا جدا بينما يرفع رأسه ليقابل أخِيه.

إكس لم تتغيّر تعابيره الخالية من الحياة، هو فقط سحب كرسيّا ليرتمِيَ عليه و كلّ الهدوء و السكينة تحوم حوله.

-مالّذِي فعلتَ بجسدِها؟، سأل ماكس بعد أن أخذ مكانه أيضا ملقيا آخِر نظرة للدرجِ الذي يحتوِي على المسدّسِ داخله.

-لقد ألهبتها، إنها قمامة، تستحقّ الحرق.

لم تتغيّر ملامحُ أيّ منهما، لكن كِلاهما كانا يحرِصان على إبقاء يديهما داخِل جيوبهما، لا أحد يريد إظهار ارتجافِه...

-كنتَ تستطِيعُ تسلِيمها لِي، نطق ماكس بنبرِِ بارد خامل.

رفع الآخر حاجِبه، ثمّ أمال رأسه مع ابتسامة جانِبِيّة مجِيبا:

-بأيّ حقّ؟ بكونِكَ أخ زوجها؟ أو بكونكَ سارِق قلبها العاهر أو بكونِكَ لازلتَ ملتصِقا بمؤخرتها رغم تلاعبها بمشاعر اثنانا؟، هزّ رأسه للجهتين ليكمِل ساخِرا، تعلم؟ رغمَ كلّ ما فعله لِي أبِي منذ ولادتِي لم أندم لكونِه والِدِي، و رغم ما فعلته لِي أيضا، جعلتنِي أكرهكَ و حاليّا أرِيد منكَ ابتلاع الرصاصة و إحراق جوفِكَ إلاّ أننِي، و فِي شكلِِ ما، لازلتُ ألقِي اللوم على لارا و أخبِر نفسي بأنها من تسبّبت بتفريقنا بعد أن جمعنا أنفسنا...بل بعد أن أنتَ عملتَ لتجميعنا معا.

رفع ماكس رأسه عاليا يغلق عيناه، هو يعلمُ بكونِه مخطئا لا داعِي لتذكِيره.

-لارا لم يكن لها ذنب، هِي فقط...اتّبعت قلبها!

-أخبِرنِي، هل تقول ذلِك لكونِها اختارتكَ بدلا منّي أو لكونِها الحقيقة؟

صمتَ و لم يجِبه، بالتأكِيد لا تزال تسكنُ أفكاره، و لازال الأحمقُ الغبيّ لا يرى سوى جانِبها الجيّد المقرف!

-عموما، أردتُ منكَ المجِيء لنسوِّيَ أمورنا، مالّذِي ترِيده لتدعنِي و شأنِي؟ مالّذِي ترِيده لتدع صغيراي على حالِهِما؟

-لأذكّرك، إنها صغِيرتِي أنا! ابنتي من لحمي و دمِي، لا تملِكُ أيّ حقّ فِي أخذِها منِّي!، صرّ على أسنانِه ناطِقا بغضب.

-تعلم جيّدا كونَ لارا والدتها و هِي من أوصت لاعتنائِي أنا بها، تستطِيع رفع قضية ضدّي أو المطالبة بابنتكَ و كأننِي أخذتها من حضنِك، لكن بعد أن يروا حالتكَ هذه، لن يسمحوا لها بالبقاء مع مختلّ مِثلِك.

اعد لي هاتِفي!!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن