جينا:بحق الإلٰه، مالذي أدخلني فيه أبِي؟
مشيت حوالي عشر دقائق، تجولت هنا و هناك بنظراتِي متفحصة المكان، و كل مرة أحاوِل سؤال طالب عن مكتب المدير، إما سخر مني، إما علق على ملابسي، أو ببساطة لا يعلم.
حسنا، اليوم الأول، بالتأكيد لن يمر على خير!
أخرجت هاتفي، و ياللأعجوبة! رنّ جرس بِداية الدّرس و أنا لا أعرِف صفّي و سأتأخر بِكلّ وضوح فِي يومِي الأول!
أوه حقا؟ لم أتوقّع هذا!
ليس و كأننِي أبحث عن مكتب المدِير مثلا!
تعبت من المحاولة، فتوجهت نحو الباب مرة أخرى لأسأل الحارس كحل أخير.
فتحت الباب وإذ بِي أجد نفسي في مكان مهترئ كليا كمّيّة الغبار فِيه شبه موجودة، لا ذبابة تحوم و لا بعوضة تدور سوى الأدوات المكسورة والخردوات تعج داخله.
أأخطأت الباب؟
قمت بِثلاث خطوات للوراء دون الدوران، فإِذا بِي أصطدم بجسد ضخم البنية نسبيّا.
استدرت بسرعة و انحنيت قليلا معبرة عن أسفي، لكن ما لبث ذاك الضخم و دفعني لأقع أرضا.
هو لم يتعمّد ذلك بوضوح، بل قوّته فعلت، و يبدو بِحالة منزعِجة...
غير أنّه ليس سببا لينفس انزِعاجِه فِيّ!
-ابتعدِ عن طريقي! و احرمِ نفسك من العودة لهذا المكان مجددا، قال بصوته الخشن بينما لم ينظر نحوي و لو لمرة، و لو بالخطأ، و لو سهوا.
بِأيّ حق...يعاملني هكذا؟
-لم آتي عمدا، و قد اعتذرت، أم أن حجم عقلِك لا يتناسب مع جسدك؟، قلت و سأكذب إن لم أقل أنني تعمدت استفزازه.
أدار الشاب الضخم رأسه ببطئ شديد، أظنه قد نسيَ نفسه و هو يناظرني، لكن المذهل في الأمر أنه يسيطر على ملامح وجهه ببراعة!
بنفس البطئ أخرج هاتفه من جيبه و ضغط على زر دون إزاحة نظراته عني.
تصنمت مع البداية، لكن سرعان ما استدرت لأعود من حيث أتيت، لولا الوجوه و الاجسام القوِيّة التي صادفتني.
أظننِي لعبت مع الشخص الخطأ...
أحدهم كان يرمِقنِي مِن أعلى لِأسفل يستكشِفنِي.
أنت تقرأ
اعد لي هاتِفي!!
Genel Kurguلم يكن سؤالا مهما و لن يكون في الحقيقة...لكِن رغم ذلِك، ماذا لو لم يكن الهاتِف بِرِفقة جينا من جمعهما، هل كانا سيلتقِيان؟ إنه متغطرس، أمثاله يجب محوهم من المدينة، إلا أنه مِن ضِمنِ الشباب فِي فترة منظمة الغرفة الحمراء. -جينا- لم أشهد على شخص متمرد م...