ألم ينتهِ الخداع بعد؟

270 37 14
                                    

ألكس:

تقدّمت بتعجرف و خطى واثقة أرمقهما بطرف عيني حتى قلت و أنا أبعد يد لوكاس عن ياقة تاي:

-كيف تجرؤ على لمسِ حبِيبِي؟ من سمح لك بِهذا أصلا؟، سألته بغضبِِ مصطنع ثم وجهت مقلتاي نحو الأحمق الآخر قائلا:

-و أنت؟أهذا جزاء تربيتي؟ تقبض يدك مانِعا نفسك عن لكمِه؟ ماهذه الطريقة المبتذلة؟ ألكمه و غير له ديكور وجهه أيها النذل!

شعرت للحظة بِقلبي يتحطم إلى أشلاء عِند رؤيتهم في تلك الحالة المزرية، كنت أنتظِر جدالا يتحول إلى شجار ثم إلى مقاومات شعبية ملحمية بِحق كِلاهما! لقد خيبا ظني حقا، لم أعهدهما بهذا الضعف.

-ألكس...هل تعلم أنك في المكان غير المناسب للشخص غير المناسب في الموقف غير المناسب؟، أعقب لوكاس متسائلا ببلاهة.

كما توقعت...لم يكن غاضبا و إلا لكان اليوم يوم عزائي! علي الحصول على جائزة لتمثيليتي و مخاطرتي الرهيبة.

حاوطت عنق تاي الذي لم ينبس بكلمة، بدا و كأنه لم يسمع أي شيء شاردا في أفكارِه، و أجزِم أن الذي يراوده الآن في عقل حبة البلوط الذي يملكه هو سبب الشجار.

-لا حق لك فِي الكلام، اقتدي بتاي...انتبه لِخطإه فأطبق فاهه.

-أوه! و هل تتكرم بِذِكر خطإي؟، سخِر لوكاس...

جرّيت تاي الجامد و قلت بلا اكتراث:

-لم تثني على مظهر شعري الجديد، لِيكن فِي علمِك أنني سامحتك هذه المرّة، قلت مبتعدا حتى وصلت إلى المخزن أين يجتمع أعضائنا.

و هنا اقتنيت قناع البرود و أنا أرمق بحدة البائس أمامي مردفا:

-بلا مقدمات، أريد تسويغا مقنعا عن حالتِك الكئيبة هذه.

-عن أي حالة تتح...

-بالله عليك تاي! حتى الأعمى و سيلاحظ وجهك الشاحب أكثر من حبّة ليمون و الهالات السوداء حول عينيك تكاد تصِل إِلى أسفل ذقنِك يا صاح، بالإضافة إلى الخيمة المظلمة التي تمطر قلقا فوقك، هل أصبت بالتوحد و الاكتئاب في ليلة و ضحاها؟، أكملت نبرتي ساخرا.

-لو أخبرتك أنك أحمق أخرق لا أستطيع البوح له بِما يحصل، بل الأصح أن يكون لوكاس و فيل أول العالمين، هل...، نظر لرسغه تحديدا لساعة يده، تدعني أحظر الصف لأننِي على وشك التأخر؟

زفرت بقلة حيلة و أنا أرمقه بطرف عيني، صحيح أنني فرِيد من نوعي قليلا، لكِن لو لم أكن ذو دهاء و ذكاء لما أصبحت عضوا من منظمة الغرفة الحمراء، أنا صديقه المقرب، ليس له الحق في إخفاء شيء عني، و هو أدرى شخص يعلم أنني آخذ المهم على محمل الجد، كما أنني أصلح لأكون بئر أسرارِه...

اعد لي هاتِفي!!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن