وتبدأ الأحداث بعدها...

460 49 17
                                    

فيل:

بينما تاي يلعن بكل ما أوتِي مِن كلمات و هو يحملِق في المقر، استقرّت يد على كتِفِه بعدما سمِعنا رنّة هاتِفِ الرّئِيس.


سرت قشعريرة فِي جسدِي و أكاد أجزِم أن أضعافها تخللت جسد تاي...

-إِذا أردت الإِستِقالة مِن العمل، و بِكلِمات عنيفة حتّى، أتدري الكمية التي أتلفت فيها أعصابي البارحة؟، ابتدأ الرّئِيس و هو يغلِق هاتِفه و يوجّه نظراتهُ نحو تاي و البقِيّة.

و اللعنة تِلك النظرات! رائِحة أجسادِنا التِي تصبِح فحما تنتشِر حولنا.

-فيل، أضاف بِحِدّةٍ و أنا استقمت، تعلم ما عليك فِعلُهُ.

-ر-ئِيس انتظِر لقد حد...،قاطعنِي بِقولِه مصرّا على أسنانِه، قولِي يُنفّذ بِدونِ جِدال.

تاي تجمّد فِي مكانِهِ بعدما خانته الكلِمات، و ما فتئ الرّئِيس يخطو خطوة حتى نبست القصِيرة التِي كانت مغطّاة بِجسد جاك:

-امم...عذرا...أرد...

-قلت لا جِدال!، زمجر بِأعلى صوتٍ و هو يشدّ على خصلاتِ شعرِهِ يكاد يمزّقها بينما يستدِير لمصدرِ الصّوت.

جفلت جينا مثل بقِيّتِنا و أغمضت عيناها بِقوّة من صراخِهِ المرعِبِ.

-ميريديت جِينا هنا!، أردف الرّئِيس بتعجّبٍ بعدما اكتسى ثغرُه إبتسامة واسِعة كأنه لم يصرخ قبل ثانِيتين...

مريض نفسانِيّ بِمعنى الكلِمة...

-هل...هل تعرِفنِي؟، سألت بغباء.

حقا؟! من لا يعرِف اللقب الذي استقر مع بِداية نشأةِ العصابة مثلا؟

ضحكة طفيفة أخذت مهربها مِن ثغرِ الرئِيس و شيئا فشيئا، أصبحت تعلو أكثر فأكثر، حِين تحوّلت لهستيرية ضحِكٍ.

اقترب الرّئِيس نحوها و يدُه تمتدّ لِتلامِس خصلاتِ شعرِها السّوداء.

كان مايكل على وشكِ القِيامِ بِحركة متهوِّرة، ألا و هِي الوقوف فِي وجهِ الرّئِيس لولا جِين الذِي شدّ على يدِه بنظرات حادة و هو يشكِّل بِشفتيهِ دون نطق:"تمالك أعصابك!"

تراجعت جينا خطوة لِلوراء وهو تقدّم خطوة لِلأمام، بقِيا على هذِه الحالة حوالِي ستّ خطوات لتصطدِم بِجسدِ تاي الذي وضع يداه فوق كتفاها من الخلف يحاول طمأنتها.

اعد لي هاتِفي!!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن