جينا:كنت مستلقية على الأرض المسطّحة خائِرة القِوى، لم أرِد الخروج مِن الغرفة، فلا أدرِي أين أذهب، لِباسِي متّسِخ قلِيلا و قد ظهرت بعض الدّماء طِوال الجرح الذِي تمدّد مِن بِداية صدرِي قلِيلا مِن الجِهة اليُسرى إِلى نِصف فخذِي الأيمن بِشكلِِ مائل ما جعل قمِيصِي يظهر بِبعض القطرات الحمراء.
التفتّ لِلهاتِف الذِي رنّ و أجبت فِيل، منذ قلِيل كان قلِقا عليّ و أنا متأكّدة أنّه قد علِم بالّذِي سيحصل لِي، إن لم أجِبه سيشكّ أكثر و لا أرِيده أن يتهوّر و لو بالخطأ...
أتانِي صوته الحادّ قائِلا:
-جميعكم، فلتجتمِعوا عِند جاك، حالا! و لا معارضات، هذا أمر!
كانت أوّل مرّة لِي أستشعِر كلّ تِلك الجِدّيّة و الصّرامة فِي نبرتِه، صحِيح أنّه فِي شكلِِ مِن الأشكال هكذا كلّ الوقت، لكِن هو يبدو أكثر مِن المعتاد الآن.
جلست و قد مرّت حوالِي النّصف ساعة أو أكثر، ألقيت نظرة على قمِيصِي...
لا أستطِيع الخروج بِه هكذا أمام النّاس قد يظنّونِي متسوّلة متشرّدة تدّعِي ذلِك.
أمسكت هاتِفِي متّصِلة بِكارلا التِي أجابت على الفور بِما أنّ الهاتِف لا يفارِق يدها أبدا:
-مرحبا جِينا، ماذا هناك؟
-أرِيد معروفا مِنك.
-ماذا؟
-تذكرِين المنظّمة التِي أخبرتكِ عنها؟
-ذاك الرّئِيس المجنون و الغرفة الحمراء؟ أجل، لِم؟
-أنتِ لا تستطِيعِين الدّخول، يمكِننِي مشيُ ربع الطّرِيق حتى الطّرِيق السّرِيع، أحتاجك أن تأتِي و تقلِّينِي إلى المنزِل دون أن يرانِي العالم.
-جِينا...لا أستطِيع القِيادة كيف أستطِيع الذّهاب حتّى الطّرِيق السّيار؟ انتظِرِي سأتّصِل بِألِكس أو ت...
-لا!، أجبتها بِسرعة، لو أردت ذلِك لما اتّصلت بِك.
سمِعتها تتنهّد ثمّ قالت:
-سأتدبّر أمرِي و آتِي، و حِينها سوف تخبِريننِي بِكلّ شيء، لا تظنِّ أننِي لم أنتبِه لِنبرة صوتِك الضّعِيفة و المبحوحة، ستسردِين كلّ شيء!
-تعالي فقط.
-تأدّبِ يا فتاة!
أنت تقرأ
اعد لي هاتِفي!!
General Fictionلم يكن سؤالا مهما و لن يكون في الحقيقة...لكِن رغم ذلِك، ماذا لو لم يكن الهاتِف بِرِفقة جينا من جمعهما، هل كانا سيلتقِيان؟ إنه متغطرس، أمثاله يجب محوهم من المدينة، إلا أنه مِن ضِمنِ الشباب فِي فترة منظمة الغرفة الحمراء. -جينا- لم أشهد على شخص متمرد م...