خبر حقيقيّ...أم مزيّف؟

203 26 32
                                    

جينا:

-توقّف!

صرختُ بغتة مكوّبة وجنتاه، أنا لن أومِنَ بكلمة من ما قاله، هو للتّوّ أعطى المنطق ركلة قاضية.

-ألا تفهم بعد؟ السيد ميريديت يلعب بعقلِك! ألم ترَ الحالة التِي وضعك فيها من أجل كذبة لاذعة؟ انظر لنفسِكَ تاي!، أنّبتُه مبعِدة إياه عنِّي بينما اتبعد هو بتلقاء نفسه بعد كلماتِي تلك.

-أنتِ لا تصدّقينني؟

-أنتَ تفضّل تتبّع كذبة من كاذِبِِ على توعِيتِي لك، ثمّ تسألنِي هل أصدّقك؟، سخِرتُ و قد طفح كيلِي من السّيد ميريديت ذاك...أن يجعل حياتِي جحيما شيء، لكن أن يتلاعب بتاي أو أيّ من أصدِقائِي، لن أسمح له!

-من أين لكِ العِلمُ بأنّه يكذِب ها؟! إنه مفرّنا الوحِيد من هنا!، نطقها بعصبيّة بينما يلوّ بيديه.

-كيف سأصدّق كلاما غير عقلانيّ كهذا؟ أين الدّلِيل؟ أعطِنِي تلمِيحا واحِدا و سأساعِدكَ لاكتِشاف كلّ شيء بكلّ سواعِدِي اللعِينة! أعطِنِي دلِيلا واحِدا فقط!، رفعتُ سبّابتِي نحوه مهسهسة، فتح فمه ليغلقه مرّة أخرى ليس لديه ما يقوله...تماما كما توقعت.

هو فقط رمى عليه خبرا كقنبلة و تركه ينفجِر وحده داخِلها، لم يعطِهِ لا دلِيلا و لا سببا و لا حتّى تلميحا و عذرا مقنِعا، لا شيء، ثمّ يسألنِي لِمَ لا أصدّقه.

-لقد كنتَ داخِل المنظمة لوقتِِ أطول منِّي بكثِير، و قد شهِدتَ على انفصامات الرّئِيس المتعدّدة، هل لم يخطِئ و لا مرّة فِي التّفوّه بهذه الحقيقة المنكرة؟ لقد جعلنا نقوم بأعمال شغبِِ كبِيرة، لكِن بالنّظرِ جيّدا، كلّها ذاتَ نيّة صالحة، لم يجعلنا و لا مرّة نقوم بشيء يستفِيدُ بِهِ لصالِحِه، لطالما وجدنا سببا جيّدا وراء كلّ أمرِِ يملِيه علينا، لِمَ سيقوم بتفجِير المنظمة و نحن و آبائنا داخِلها إذا؟

كنتُ أجادِله و أنا واعِية تماما، لكونِي أدافِعُ على أبِي...أقصِد الرّئِيس...أجل...الرّئِيس ضِدّ تاي، لكِن كان عليّ، حتما، إعادته لصوابه، لن أقِف مكتوفة الأيدِي مؤيّدة هرائه هذا.

هو صمتَ، لم يجِبنِي، فقط بقِيَ يفكّر، تقدّمتُ مِنه واضعة يدِي على كتِفه، نِصفُ استدارة قمتُ بِها و لم ألبث لأخبِره:

-لا أحاوِل فِي أيّ شكلِِ من الأشكال جعلكَ تبدو كمخطِئ غبيّ بدونِ سبب، لكنّكَ بالفعلِ كذلِكَ الآن، إِن وجدتَ لِي سببا مقنِعا و منطِقِيّا واحِدا لكونِ فرضيّتكَ و كذِبة الكاذِب ذاك صحِيحة، سأكونُ معكَ حتّى الأخِير، بلا تردّد، و لا هلع، حتّى و إن علِمَ الآخرون و قرروا التراجع خوفا على حيواتهم و حياة آبائهِم، سأبقى معك، أعطِنِي الحافِزَ الحقيقيّ فقط.

اعد لي هاتِفي!!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن