ماكس:
-أجل، كوبين قهوة من فضلك، ابتسمت للنادل معربا عن طلبيتي، ثم التفت من جديد لمساعدي الأيمن، كما أخبرتك، سأغيب لمدة أسبوع من الزمن، و أريد منك أن تتولى زمام الأمور، لا تقبل بأي صفقة مهما كانت مهمة، لا تحاول الالتقاء بأي من الزبائن و لو بدوا مهمين، لا أريد منك إدارة الشركة، أريدك أن تبقيها قائمة لأسبوع.
أومأ لي بخفة و ابتسامة ضعيفة على شفتيه، قليل من الوقت بعد و قد تموضع على طاولتينا كوبي قهوة ساخنة.
ترقبت عيناي البخار الصاعد من فوهة الكأس، و لم أستطع منع نفسي من التفكير في كمية البخار التي قد تنبع من تفجير أخي لمنظمته...
فكرة أتت بالأخرى إلى أن وجدت نفسي أعيد أحداث خمسة أشهر في ذهني، بابتسامة باهتة و عقل مرهق...
تلك الليلة، ليلة عودتي للبلاد آخر مرة، حين استيقنت بكم الكره و الضغينة التي كنته جينا لي و الاشتياق و الحيرة الذي نما لدى مايكل، و الضيق و الحسرة على ملامح أدين التي نمت لتكون حادة و ملفتة للأنظار، في تلك الليلة تغيرت مجرى الأحداث بفضل مجموعة مراهقين ذاقوا ذرعا من أعمال أخي...
أعماله التي كنت سببها...
لم ينم أحد ليلتها، لبثنا نفكر و نحلل، نستنتج و نختبر، و قد احتجت وقتا معتبرا لأتأقلم لسرعة البديهة و طريقة تفكير جماعة الشباب تلك...
إنهم أذكياء، لديهم دهاء عال و حيلة، إنهم يمتلكون عزيمة و إصرارا في سبيل التحرر من المنظمة جعل كل واحد منهم يقبل بأن يضع حياته على المحك من أجل لحظات سكينة و سلام بلا أعمال أخي و أفعاله.
وضعوا جميعهم خطة كبداية، تفاهموا على أن أي تجهيزات ستحضر قبل يوم التخرج، بينما كل حركة يمكن القيام بها لن تتحقق إلى وصول اليوم الموعود، و مهما حاولت إقناعهم بخطورة الانتظار لآخر لحظة، بدا و كأن رأيي لم يكن محل الاهتمام البتة، ليس لأنهم أرادوا معاقبتي، رغم أنني قرأت ذلك في سماتهم و لازلت أفعل، إنما جميعا يدعون أن "الرئيس." كما يلقبونه أذكى منهم و أحد و أقوى، و أنه من الغبي ارتجال أي شيء قبل اليوم المنتظر، و إلا فستنكشف خدعتهم قبل بدايتها.
تفاهموا على أن الرئيس سيقوم بلعبة أو فعل ما لجمع الجميع داخل المنظمة كما هو منتظر، و أن تلبية ندائه تكون بداية خطتهم.
أنت تقرأ
اعد لي هاتِفي!!
General Fictionلم يكن سؤالا مهما و لن يكون في الحقيقة...لكِن رغم ذلِك، ماذا لو لم يكن الهاتِف بِرِفقة جينا من جمعهما، هل كانا سيلتقِيان؟ إنه متغطرس، أمثاله يجب محوهم من المدينة، إلا أنه مِن ضِمنِ الشباب فِي فترة منظمة الغرفة الحمراء. -جينا- لم أشهد على شخص متمرد م...