هل أخبرتكِ أنني أحبك؟

161 30 130
                                    

فيل:

-لا تفتحِيه! إِيّاكِ!، صرختُ حِين حملت جينا الهاتف من الأرض بلهفة بعدما توقّف ارتِجافها الطّفِيف.

لا أصدق...نحن قد فعلناها، فتحنا الهاتِف، تقدمنا بخطوة كبيرة جِدّا منذ ثلاث سنوات، فعلناها أخِيرا!

أنا الذِي أتميز بهدوئِي لا أستطِيع التّحلّي بِه الآن، فتح الهاتِف يعنِي مِقدارا كبِيرا مِن التّفاؤل فِي التحرر من المنظمة.

قد يمكننا الانتهاء من الرئِيس كاملا عن قرِيب!

كلّنا تحت الصدمة لِذا لا يجب التهور حاليا، لا يجب الدخول للهاتف الآن، فالرئِيس مازال حيّا بكل أساليبه الملتوية، لذا فلا يجب التوقف عن توخِي الحذر و لو في أبسط الأشياء كهذِه.

-جينا، أعطِ الهاتِف لِلوكاس، حالا!، نبرتي كانت حادة، صارمة و حازمة.

أنا لن أسمح بأي خطإِِ الآن و على الكل سماع كلمتِي، هذه اللحظة مهمة جِدّا.

أومأت جينا ببطئ بعدما أخذت تنفسا قويا جدا، ثمّ حملت الهاتِف مِن الأرض و كأنه جوهرة ثمينة يستحيل كسرها.

و هذا بالضبط ما هو بالنسبة لنا!

أخذ لوكاس الهاتِف قائِلا بِتوتّر و تلعثم:

-مالِّذي علي فعله؟ لِم علي أخذ الهاتف؟ماذا أفعل ماذا أفعل؟، تكلم قافِزا بخفة كطِفلِِ ضائِع.

هو جد متوتر و منصدم، مثلنا جميعا، لا أحد مِن غيرنا يستطِيع الشعور بهذا الإحساس خاصتِنا حاليا، الأمر يبدو خيالِيّا، كل الآمال و الخطط، التمهيدات، تدبيرات الأوقات القبلية، البداية كلها مِن فتح هذا الهاتف، و هاقد نجحنا بالفعل!

-لوكاس اسمعنِي، فلتخبِّئ الهاتِف لديك، أنتَ آخِر شخص قد يخطر في بال الرّئِيس أو أيِّ كان، في الوقت آنِه، أنت أكثرنا مهارة، أرِيد لِلهاتِف أن يبقى بِحوزتِك، مِن غدا فصاعِدا، فلتجعل عقلك يعمل، لا أرِيد أن أعلم كيف، المهم أن تجِد وسيلة ناجحة، تجعل فيها الهاتف تحت حمايتِك.

رمقني الكل بتعجب طالبين تفسيرا لكلامي، و كالعادة، مايكل أول من فهِم الذي أقصده و شرع في الشرح:

-تعلمون جيدا أن كل الإحتياطات الإلكترونية التي وضعها صاحب الهاتف كانت لِتحمي الهاتف من الاختِراق، لأنه إن حصل و اختُرِق أو فُتِح كما فعلنا نحن الآن، سيصبح بدون حماية، ما يعني أنه هاتف عادِي، هاتف يستطيع الرّئِيس الوصول إِليه، صمت يناظِرنِي بينما أومئت له بإِيجاب فأكمل، عليكَ يا لوكاس، أن تحمِي الهاتِف مِن جدِيد، أن تجعل اللحظة أين نفتحه مِن جدِيد لن يستطِيع الرئِيس حينها ترصّد مكاننا أو اختراق الهاتف أو فعل أي شيء، فقد نحن من نستطِيع قِراءة ما فيه، فكلكم تعلمون أن الرئِيس يخفي الكثِير من الأسرار، منها أننا لا ندري إن كان يعلم بأمر هاتف جينا أو لا.

اعد لي هاتِفي!!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن