تحمّل و صبر.

86 20 20
                                    


جينا:

ابتسمتُ بِهدوء، ثمّ وضعتُ الهاتِف جانِبا و قمتُ أدلّكُ رقبتِي و ابتسامتِي اللعينة لم تفارقني...

هذا كثِير...كثِير...

للتّو أنهيتُ قراءة ما تداول الاثنان على كتابته، قصة إكس و ماكس من وجهة نظرِ كِليهِما، تضحية والدتي و سبب جنون والدي إضافة إلى عثرات عمي التي أدت لمشاكل كبيرة، كان هناك تطبيق رسائل أيضا مشفر لم يستطع لوكاس فتحه بعد، و على حسب ما ورد في القصة فداخل تطبيق الرسائل ذاك يوجد اعتراف من كليهما، كل اعتراف مكتوب من قِبلِ اثنيهما، لكنّه لم يُفتَح بعد...

و من يهتم؟ أنا للتو علِمتُ لِمَ وُضِعتُ عند عمتي المزيفة، و لِمَ كرِهتني لهذا الحدّ، أعلم من هو أبي و كيف أصبح كذلك، أعلم أنّ والدة تاي جزء معتبر و كبير من إفسادي لحياتي و لحياة ابنها و لحياة أصدقاء ابنِها، أعلم تقريبا كل شيء، فمن يهتمّ إذا باعتراف مختلين مكانهما في المصحة العقلية حقا؟

فِي شكلِِ ما، أنا تقبلتُ كل شيء بهدوء و دون إثارة ضجة، لا أعلم إن كان بسبب تأقلمي مع الصدمات أو أنّ ما قرأته أهون من ما علِمته قبل ذلِك، لكِن فِي كِلتا الحالتين، لا أشعر بعدم الارتياح أو المغص و الغصص في حلقي، أنا فقط...أشعر بالاعتيادية.

أدرتُ رأسي للوكاس و الذي كان لا يزال وسط قِرائتِه، المنزِل-و الذي هو منزل مايكل- هادِئ منذ برهة ليست بقصيرة، أظنّ بأن ثلاث ساعات قد مرت بالفعل، تأكدت لأجِد أنها ساعتين و نصف، ساعتين و نصف و أنا أقرأ دون توقف عن مفاتيح حياتي و حياة آبائِي...

-هل يجدرُ بِي القيام بردة فِعلِِ الآن؟، تمتمتُ و حتى لو تكلمتُ بصوت أعلى ارتفاعا ما كان لوكاس ليسمعني بسببِ تركيزه الكبِير، حسنا إذا، أظنّ أن حياتي تجاوزت اختبار الرياضيات في التعقيد، صدقيني يا أنا، الوضعُ أصبح مثِيرا لوجع الرأس كثِيرا.

نهظتُ من مكانِي، أحتاج لكأس ماء، و مشروبات غازية، و أكلات تفسِدُ معِدتي و وزنِِ زائِد، و سقلة قوية على وجه كلا من تاي و ألكس بلا سبب...

الأخِيرة قد ترِيحنِي حقّا...

وصلتُ للمطبخِ ثمّ فتحتُ الثلاجة مخرِجة قارورة الكوكا كولا من هناك، رميتُ بعيناي في كل الجِهاتِ أتأكَّد...لا أحد هنا، جيّد سأشربُ من فوهة القارورة لن يراني إنس و لا جنّ...

فور أن ألصقت شفتاي بشفتيها و بدأتُ أتجرّعُ ببطئ صراخ لوكاس كالنعجة أفزعني ما جعلنِي أسيِحُ الكولا على ملابِسِي...

يبدو و كأن الدخان يخرج من أنفي لشربِي بإفراط اللعنة!

لم تكد تمرّ ثانيتين حتى أتاه عواء ألكس من الجهة الأخرى.

اعد لي هاتِفي!!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن