عن الماضي أتحدث4...

160 27 38
                                    

ركِب في السيارة و قبل انطلاقه أخذ دقيقة يتنفّس فيها، عليه المواصلة، لائحة أفعال اليوم مازالت طويلة، لذا هو أجرى اتصالا مع صديقه جون، الذي أجاب فور طبع أرقام رقمِه:

-ماكس أين أنت؟ أين الأطفال و لِمَ غادرتَ بلا أيّة كلمة صباحا؟!

-هل تثق فيّ؟

-أفعل إن كان لمصلحتك، أنتَ لازلتَ لم تخبرني بأيّ شيء!

-إذا اجمع أربعة من أحبّ أصدقائك اللذين أنتَ متأكّد منهم، أرِيدهم أن يكونوا موثوقين و أقوياء، و إياكَ أن تحظر مرعوبين خائفين حسنا؟

-لن أحظر أيّ أحدِِ حتّى تخبرني السبب!

-سأخبركَ كلّ شيء بعد قلِيل، لكن أرجوك...قد تكون هذه مرتكَ الأخيرة التي تثق فيها بِي، لذا طبِّق ما قلته من فضلك و تعال معهم إلى شرِكتي.

سمِع تنهيدة يائسة من صديقه عبر الهاتف، أومأ جون من الجهة الأخرى ليخبره بقبوله، شكره ماكس للمرّة الأخِيرة ثمّ أغلق الخطّ، ألقى آخر نظرة على بيتِ أخته أين تتواجدُ فتاة و فتى ذو مستقبلين باهرين، تمتم بشرود قبل تشغيل المحرك و القيادة نحو شرِكته:

-وداعا صغيراي، عائلة ميريديت قوية، قاهرة و ذكيّة، كونا كذلكَ.

___________

وضع سبابته يمسّد على خدّ مايكل ليهمس:

-نلتقِي بعد قلِيلِِ صغِيرِي.

أحكم عليه بين ذراعيه، خائف من لقائه الكاذب مرة أخرى الذي نسجه للتّو، ثمّ مدّه للحضانة أينَ وُضِع مع باقِي الأطفال.

__________

دخل على شركته لتقف سكرتيرته مصدومة لرؤيته مجدّدا:

-سيّدي لقد مضى وقتٌ منذ...

-أرِيد منكِ شيئا ليز.

أومأت و لا تزال لم تفهم سبب قدومه المفاجئ و لا الذي تفعله في الوقتِ الرّاهِن.

زيّف ابتسامة مطمئنة ثمّ تحدّث واضعا يداه على كتِفا سكرتيرته قائلا:

-ألا زلتِ تظنّين أنّ حياتكِ مملّة و تحتاج بعض الإثارة؟

ضحكت مستمتعة مجيبة:

-أظنّ هذا.

-و لو كانت الإثارة تحمِل مجرى خطير؟

فتحت فمها لتعيد غلقه مرة أخرى مقطّبة حاجباها.

-سيأتي خمسة من أصدقائي بعد قليل للشركة، و من الأرجح أن تكون أختكِ التوأمة، لويز، ضمنهم لكونها حبيبة جون، أدخِليهم لمكتبي و كوني معهم...، استعدّ للذهاب ليتوقّف في نصفِ الطّريق عائدا نحوها، شدّت ليز على الملفات تضغط بهم على صدرها لكونه قريبا جدا منها، انحنى برأسه طابعا قبلة على خدّها قائلا:

اعد لي هاتِفي!!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن