15- الجدة ايطو و بعض من سيمات الامازيغ.

27 7 1
                                    

ذكر:●حتى اذا بلغ اشده واستوى آتيناه حكما وعلما

حكمة:◆ربما اراد الاحمق نفعك فضرك
◆صدرك اوسع لسرك
◆كل سر جاوز الاثنين شاع
◆سلامة الانسان من حلاوة اللسان

دعاء:< رب اجعل ايامنا كلها سعادة رب بدد الاسقام وأبرئ الاسقام وابسط الارزاق وحسن الاخلاق وانشر الركمات وامح السيئات تباركت يا رب البريات يارب اليموات والارض>
{.............. بسم الله الرحمان الرحيم................}

عقدت دراعيها على صدرها مرددة بعتاب يائس:

« انسيتي اننا كنا نلعب الكلمات الصعبة... كنت اتحداك ان تتعرفي على معنى كلمات"سوسية شلحة" انا اختارها... وعادة ما كنت تخسرين...»

«صحيح...كلمات صعبة لدرجة انني الان لا اتذكر ايا منها...»

اكملت تِتْريت بهدوء حزين:
«اصلا لم يعد الكثير من الامازيغ يستخدمون هذه اللهجة الاصلية... بل استغنو عنها وعوضوها بكلمات من الدارجة... وهكذا ينشأ جيل يتكلم بلهجة مختلطة غريبة لاهي كما الدارجة ولا هي امازيغية اصلية...ربما بعد سنوات قليلة ستنقرض لهجتنا الحبيبة على يد الاحفاد المفتونين بكل ما غربي وعربي... "

استشعرت كنزة من طريقة حديثها انها على وشك الخوض في تاريخ الامازيغ العظيم المهمل... وكيف ان الامازيغ هم أصل شمال افريقيا... ومؤمرات ومخططات القومية الغربية والعربية للنيل من امازيغيتهم...وكيف ان العرب هم مجرد دخلاء على المغرب... افكار كثير غريبة تبدو لها عنصرية قليلا... ولا تدري من عبأ عقل صديقتها البريئة بهده الافكار المعقدة... جلبت قنينة العسل الحر الذي احضرته الجدة من القرية وقالت بينما تفرغ العسل الاصفر الغليظ في الاناء الاول:

«لكنني عرفت كلمة "تَمّنْتْ" التي هي العسل...الاخريات كانت اممم....ههه نسيتها..."اودي" او "كودي" شيئا كهذا هههه...»

«ما الداعي للضحك...اولا يجب عليك ان تعرفي انني سبق وان ذكرت لك هاتين الكلمتين اثناء لعبنا لعبة الكلمات عدة مرات...ومع ذلك لازلت تعربدين فيها كما تشائين...والسبب ليس لانها لهجة صعبة بل لانك لم تعطيها ما تستحق من الاهتمام والتركيز...ثانيا انا لا ارضى ان اسمع شخصا يسخر من لهجة ابائي واجدادي...ان كنت انت ترضين ذلك فانا لا...»

كانت كنزة قد اقفلت الاناء بعد ان ملئته بالعسل ومن نبرة صديقتها الشديدة ادركت انها اصيبت من جديد بما سمته"الحساسية المازيغية"هذه الحساسية المفرطة تحوها من تِتْريت المرحة الحمقاء الى تِتْريت المتفاخرة المتعنتة الرافضة لرأي الاخر...بمجرد اصابتها بتلك الحساسية يصبح العالم كله أمازيغي...في العادة عندما تتعرض كنزة لهجوم؟دون داعي كما حدث الان... فانها ترد الصاع صاعين... وفقط باجوبتها التفلسفية اللامتناهية تندم الشخص انه فكر فقط بالتعقيب عليها...لكن لان جدتها والسيدة ينتظرا في الخارج فقد تجاهلت كل الردود الرادعة واكتف ب القول:
«انت تعلمين يا تِتْريت ان أمي عربية...لذا فانا نصف عربية ونصف بربرية...وانا متسامحة مع كلا عرقي ليس لدي اي مشكلة لامن هذا ولا من ذاك..."

دَوَاخِلُ بَرَاعِمْ (مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن