42-معانات تتريت.

10 2 12
                                    

✧التسويف ظلم كبير لنفسك لانه يجعل انتاجيتك اقل بكثير من قدراتك✧

ملاحظة مهمة جدا: ابتداءا من هذا الفصل الى ماتبقى من الفصول، سأنزل كل يوم فصلا جديد، سيحتوي هذا الفصل على ثلاث مشاهد او مشهدان او حتى مشهد واحد.....

تفاجأت كنزة قليلا مما قالته ودون ان تأخذ الامر على محمل الجد استفسرت:
-"كيف؟ الم تخبريني انك لم تهتمي ابدا بما حدث بينك وبين اخي البارحة؟".

-"نعم صحيح لكنني مع هذا اتخذت قراري هذا واتمنى منك ان تدعميني كما افعل دوما معك".

-"لكنك بهذا تأخذينني بذنب اخي، ماذا فعلت انا لتمتنعي عن زيارتي بشكل كلي؟".

رفعت تتريت عيونها المؤنبة اليها وبنبرة مبطنة وصوت متشدد قالت:
-"انا لم اقل انني سأخاصمك، ثم لاتنسي اننا منذ سنتين من صداقتنا لم تزورني في منزلنا سوى مرتين او ثلاث، فهل جعلني هذا اقطع علاقتي بك؟ ".

استشعرت كنزة نبرة اللوم الموجهة لها وباندفاع هتفت:
-"-" غير صحيح يا تتريت ! انسيتي عندما كنا ندرس كنت امر عليك كل يوم.. ".

بصوت اكثر تشدد وحسم هتفت تتريت:
-" انا اتكلم عن زيارة حقيقية اي ان تظلي طيلة النهار عندنا كما افعل، وليس ان تمري علي للذهاب الى السوق او الاعدادية".

-"لكنني كنت اعتقد ان مثل هذه الامور الشكلية ليست بيننا، لايهم بين الاصدقاء في بيت من نجتمع صحيح؟ ".

-" انا لم أعني هذا".

نظرت كنزة لها باستغراب قارب الانذهال، فقد بدت جد متصلبة وتتكلم من طرف انفها، تخلت عن حالة الارتباك والتوتر والحرج التي كانت فيها واضحت الان اشد تعنتا و.. وتعجرفا ! لم يسبق لها وان رأت هذا الوجه من صديقتها ولم تتصور حتى وجوده.

-"حسنا.. على الاقل اخبرني ما الذي جعلك تتخذين هذا القرار".

اشاحت تتريت بوجهها بعيدا و بنبرة لاتقبل الاخذ والعطاء قالت:
-"لا اريد التحدث عن هذا الامر".

بللت كنزة شفتيها بعجز من طريقة كلامها المتشددة التي احجمت فمها عن اي كلمة.

ترجعت تتريت للوراء وهي تنوي التوجه الى بيتها دون اي كلمة ترطب بها شبه الخصام الذي اندلع على نحو مفاجئ مع صديقتها الوحيدة... لكن قبل ان تفعل جائها صوت كنزة القائل بهدوء:
-"قبل ان تذهبي، اريد ان اخبرك أمرا مهما عن أخي".

توقفت تتريت مكانها مستمعة بانتباه فتابعت كنزة:
-"لقد انضم منذ شهر الى مجلس لتعليم القرآن والسنة دون اخبار اي أحد، منذ ذلك الحين لاحضنا انا وامي كيف انه يصبح اكثر تشددا وتطرفا مع مرور الوقت، قام برمي كثير من ملابسه وعوضه بفوقيات الصلاة القصيرة من الاسفل و ربّى اللحية وصار يصفق باب غرفته عليه ان سمعنا نشاهد التلفاز او ننظف المنزل...صحيح ان هذا عادي ومتجاوز باعتبار انها نفسه وهو حر فيها، لكن الغير عادي والمغيظ بحق هو انه قد بدأ بالتدخل في كل صغيرة وكبيرة في كل ما يخصني انا وامي، بالنسبة لي فقد اعتدت على الامر وتعايشت معه، لكن أمي !... اتصدقين انه قد تجرأ واخبرها ان جلاليب وعبايات العمل الخاصة بها غير كافية وانه من المفترض ان ترتدي النقاب الكامل المكمول وغيره كلام فارغ ! وفي يوم آخر سألها بكل بجاحة عن سبب عملها مادام ابي يعمل وكيف انها تعرض حياتها للخطر بالخارج في مهمة ليس من اختصاص بنات جنسها اصلا ! ورغم صدمة امي المذهلة الا انها وببساطة تجاهلته وتجاهلت كل تراهاته الكثيرة التي لا اعرف من اين يتعلمها ثم يعود ويسكبها علينا في البيت".

دَوَاخِلُ بَرَاعِمْ (مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن