43-شجار حاد بين العدوتين اللدودتين.

7 1 8
                                    

«ربي ارزقني لذة طاعتك واحرمني لذة معصيتك»

{.................... بسم الله.........................}

-"الى اين تجرينني معك مجددا؟ ".

قالتها تليلا بضجر كاسح بينما تسحبها كنزة الى الله اعلم مكان...

-"سأريك المقاعد العمومية الجديدة التي حلت بحينا".

-"هييي اسمعي... ان لم تجدي لي مكان اجلس فيه، فسندخل انا وانت الى اي مقهى كان محاور ولو كان يعج بهرج من الرجال".

رمت لها كنزة نظرة ظريفة لتحديها الظربف مثلها وبعد بضع ثوان فقط توقفت وجلست امام ساحة مربعة فارغة يحيطها من كل جانب ثلاث مقاعد طويلة كتلك المتواجدة في الحدائق.

هتفت لحماس بالغ بعد ان جليت باتياح على احدها:
-"اخبرتك انهم موجودين ! و اخيرا عشنا اليوم الذي نرى فيه مقاعد ليستريح الناس كباقي خلق الله واحزري السبب؟ ".

جذبت تليلا هاتفها الذكي من جيبها وبنبرة متكاسلة تمتمت وهي تقلب فيه:
-"ما هو يا نصيحة؟ ".

-"قرأت على صفحة في الفايسبوك تهتم بكل أحوال حي الربيع ان الحكومة الجديدة هي من... ".

وقبل ان تكمل قاطعتها تليلا ظتذمرة وعيناها لم تفارقا الهاتف:
-"لقد اخبرتك ان تتوقفي عن التطبيل اذا اردت نصيبا مع أخي، صديقني ان بقيت هكذا ستتطلقان من اول يوم، كما ولا تخبريه انني من جعلتك مهتمة بالميولاته السياسية لانني من البداية وضحت لك وانت فهمتني بالمقلوب".

رفعت كنزة حاجبها وهتفت باستنكار وهي تشير الى نفسها:
-" عفوا ماذا؟ جعلتني مهتمة؟ عليك ان تعلمي يا جاهلة ان ما تسمينه انت ميولات سياسية ماهي الا تقافة عامة يعلمها الكبير والصغير، غالبية الشعب يتابع الاخبار الصباحية والمسائية ! لماذا؟ ليعرفو ماذا يحدث في المعالم وما هو جديد اليوم، هل تحسبين ان الجميع مثلك لايعلمون حتى بأي قارة يعيشون؟ ".

-" نعم نعم صدقتك.. لكن عليك ان تعلمي ايضا بانك لن تستطيع التقرب من اخي فقط بتعقب اهتماماته وميولاته، فأخي يحتقر اصحاب الفكر المحدود مثلك الذين يجبون الجدال حول كل التفاصيل الصغيرة والكبيرة.. انت تدركين بالضبط ما اقصد".

رمشت كنزة بعينيها وهي تزم شفتيها بغيض فهي تعلم بالطبع ما تعنيه ولاتنكره ايضا وخاصة وانخا هي نفسها تكره هذه الصفة لكن ان تقوم تليلا بتذكيرها بهذه الطريقة دون سبب ولا سابق انذار فهذا منتهى اللؤم النذالة.
هذا عيبها ومن في العالم خال من العيوب.
استدارت ناظرة اياها وهي تعض على لسانها مانعة نفسها من الدفاع عن نفسها او التبرير الذي لاطائل منه كعادتها،بدل هذا كله اتخذت الهجوم و قالت ببطء بنبرة لم تعدها على نفسها:
-"اتعلمين اتساءل مرات عديدة ماهي طبيعتك وميزتك بين الناس، يعني هناك مثلا البشوش الذي ما ان تقابله حتى ينسيك همك و هناك الضحوك الذي يجعلك تضحك معه على اسخف الامور وهناك ايضا العبوس الممل كثير الجدال مثلي، ومع التعرف عليك اجد نوعا جديدا اراه وهو المستفز المتلذذ بازعاح واغضاب من امامه.. انت من هذا النوع صحيح، الاستفزاز طبيعتك ورؤية تأثيره على الاخرين مبتغاك الدائم؟ ".

اتسعت ابتسامة تليلا وهي تنظر الى ملامح كنزة الجامدة باستمتاع وقالت بعدها بنفس الابتسامة المتسعة:
-"احب ان اترك بصمتي على كل من يلقاني، لا يهم ان كان تأثيرها جيدا او سيءا المهم ان لا اكون مثل البعض.. كالعبوس الذي لايجيد سوى كثرة الجدل الممل".

بادلتها كنزة الابتسامة الباردة وباحتقار ليس من عادتها استخدامه ولاتوجهه لاحد سوى تلك التي امامها قالت:
-"من الجيد انك تعلمين ان تأثيك على الناس والمجتمع والعالم لن يكون سوى سيءا وكريها ومؤذي، ولانك صريحة سأبادلك المثل، صحيح انني مهتمة بأخيك، ولم اكن لافعل ولو لم يبادلني نفس الاهتمام واكثر، وبشأن ميولات اخيك وما شابه... فعليك ان تعرفي انت و هو انه لم تلده امه بعد الولد الذي سيجعلني اركض وراءه بدافع الحب والغرام وغيره من هراء المراهقين".

ثم نهضت بعدما القت مافي جعبتها مرة واحدة بكل بغض وقد اختفى كلما كانت تكنه لها من مشاعر العطف والتفهم التي كانت تكنها لها قبل ايام فقط، زفرت بقرف ماقتة الجو من حولها وقالت:
-"اووف.... اتعلمين ماذا؟ لن اهدر وقتي الغالي بالدردشة مع مراهقة سخيفة تحب لعب دور الساحرة الشريرة مثلك".

نهضت تليلا بدورها هاتفة بغيض بعدما فاجئها قليلا هذا الجانب المتكبر من كنزة المعقدة كما تلقبها:
: "لا ارجوك لاتفعلي ! سأموت لو لم اسمع صوتك الشجي ! ثم ماذا قلتي؟ انت فقط" مهتمة" بأخي؟ في اي بنذ من نبوذ مواعضك الدينية والاخلاقية اللامتناهية يندرج هذا الاهتمام بالضبط؟ يجب غض البصر عن الجنس الاخر ولكن عادي ان اهتممت باحد منهم وظللت تسألين عن كل ما يخصه ! كنت اعرف قبلا انك لك جانبا ممناقضا تماما على الواجهة الطيبة المتزنة التي تظهرينها للجميع، ترى الهذا السبب ملت تتريت من نفاقك الفاضح هذا وتخاصمت معك وتركتك".

استدارت كنزة بانصعاق رامقة اياها بنظرات قاتلة كأنها تود لو تقتلع حنجرتها لوصف "نفاق" التي الصقته بها، ارادت الصراخ بوجهها انها اخر واحدة تستيع محاضرتها وانها لن تفهم ابدا طبيعة علاقتها المتينة مع صديقتها تتريت ولو بعد 100عام... وبدل من ذلك ردت بنبرة شريرة شبيهة بخاصتها لم يسبق وان استخدمتها مع اي كان:
-"وانا ايضا منذ ان عرفتك اشفقت عليك وعلى وضعك المزري خصوصا بعد ان هربت الى الظار البيضاء لكن مع مقابلتك مجددا وتأمل تصرفاتك مع الاخرين اجد انك تستحقين كما انت فيه وكلما سيليه".







اليوم نزلت اقصر فصل في الرواية كلها
رغم انني ضللت كثيرا حتى اتممته
سأعوض بآخر اكبر منه المرة القادمة ان شاء الله


{................ الى اللقاء باذن الله.................}

دَوَاخِلُ بَرَاعِمْ (مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن