19- من منا التلميذ ومن الاستاذ؟

26 5 102
                                    

ذكر: ●لَهُم مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ النَّارِ وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ{16}الزمر●

حكمة: ◆كم طان بيته من زجاج فلايرشق بيوت الناس بالحجارة
◆اجتنب مرافقة الكذاب وان اضررت فلا تصدقه
◆لو كان في البومة خير ما تركها الصياد
◆لا يشكر الناس من لايشكر الله

دعاء:
{.............. بسم الله الرحمان الرحيم................}


-"كيف تجرأ..".
صاح أنَسْ بنبرة متوحشة وصوت مشتعل ومن حالته الاندافعية يظهر انه كان على اهبة الاستعداد لبنقض على الحُسَيْنْ، فقط ينتظر ابسط فعل يصدر منه.

وما لبث ان رفع يديه صائحا وكأنه يتحدث مع نفسه:
-"لالالا! هذا كثير! كنت اعرف ان هذا سيحدث من الاول، كله منك ومن افكارك العجيبة، هل انت سعيدة الان بما يحدث ايتها الاستاذة المبجلة؟ هل ارتحتي الان؟ هااا؟ انتهت فلسفتك وثرثرك؟ خرست الان؟".

وقف الحُسَيْنْ مادا يده مهدئا لثورته:
-"لقد اسأت فهمي يا أخي أنَسْ، لم اقصد..".

قبل ان يكمل جملته هبت اخته كالريح هائجة مدافعة عن اخيها بكل حمية:
-"لحظة لحظة ياسيد أنس، يبدوا ان خيالك واسع جدا وتلقي احكامك جزافا دون تفكير، ومن واجبي تصحيحها، هل تنضن ان اخي العظيم سينظر لفتاة مثل اختك باحدى النظرات التي يتخيلها عقلك الصغير؟..".

عضت كَنْزَة على شفتيها غيضا دون ان ترفع رأسها من على اصابعها التي لجأت لمداعبتها منذ ان سمعت ماسمعته من الواقف هناك، تمنت لو ان اخاها تعامل مع الامر دون ان يزيد حرجها، لكن كالعادة فهو يفعل عكس ما تريده متعمدا ام غير متعمد ! الله فقط يعلم ما يوجد داخل رأسه، أما تِتْريتْ فقد نظرت لها
بحاجب مرفوع محذرة، لتستدرك الاخرى نفسها بسرعة:
-"اقصد لم يسبق له وان رمق اي فتاة بنظرة سيئة، هو يصلي ويصوم ويخاف الله، كما اننا لم نصل بعد لتلك المرحلة ، اليس كذلك يافتيات".

نظرت لها تِتْريتْ باستغراب لتوضح الاخرى بثلعثم محرج:
-"انظري انا محشوة في هذا الجلباب الواسع والطرحة العشوائية كالمتسولين ينقصني فقط رضيع صغير على ظهري لتكمل الصورة، بينما انت ترتدين ذلك المعطف المنفوخ البني فتبدين معه تماما كالدب البني الموجود في الغابات البرية ، اما الاخرى فحجابها الطويل المعقود الخانق يظهر بصريح العبارة كم ان صابته متزمتة ومتقية ماشاء الله عليها، اين هي المفاتن الانثوية التي قد يراها اخي، ههههه! امر مضحك صحيح؟ ".

واطلقت ضحكة يتيمة سخيفة اختفت بسرعة وكأن الجو الخانق الذي كسا الغرفة ابتلع اي اثر لها.

دَوَاخِلُ بَرَاعِمْ (مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن