44- الجانب الطيب لتليلا.

7 2 19
                                    


العمر هو الشيء الوحيد الذي كلما زاد نقص

{........... بسم الله............}

بعد ان بدأت نور الشمس بالاختفاء ورن صوت اذان المغرب في اذني تليلا اطفأت هاتفها ووضعته في جيبها وسارت بخطوات متمهلة عائدة الى المنزل، عندما مرت على الشارع الذي تسكن فيه تتريت لمحتها قادمة من بعيد وهي تحمل كيسا بلاستيكيا ومن شدة انهماكها في المشي سريعا وتوترها البائن لم تلحضها..

وقفت حتى اقتربت قليلا من مجالها وبصوت مرتفع نادتها:
-"تتريت...هييي تتريت توقفي.. ".

رغم صوت تليلا العالي بدت تتريت و كأنها قد انفصلت عن هذا العالم، كانت تلهث بشدة وعيناها متبتثان على باب منزلها وهي تسارع في الخطو للوصول اليه...

القت تليلا نظرة خاطفة حول المارين بخرج فقد بدت وكأنها تنادي الريح !
زمت شفيها بغيظ ثم لحقتها بخطوات غاضبة لتنبهها على تهميشها الغير مقصود والممستفز بالنسبة لها.

لكن ما ان وصلت الى الباب حتى توقفت مكانها وارهفت السمع للمشاجرة الصاخبة الدائرة في الداخل...

-"ما شاء الله وتبارك الله عليك...ساعة ! ساعة كاملة لتحضري كيلو غرام من الطحين !...و انا اظل طوال النهار اتعب واشقى في الغسيل والتنظيف وانت حتى مهمة بسيطة كهذه لاتفلحين بها..".

صمتت تتررت لثوان حتى تسترد انفاسها ثم قالت من بعدها بصوت خافت لاهت:
-"لقد سألت كل الدكاكين القريبة وكلهم انقضى عندهم نوعية الطحين الذي تفضلينه".

مصمصت امها شفتيها بعدم اقتناع وهي تجذب الكيس من يدها،وما ان تفحصت محتواه حتى هتفت باستيعاب و بنفس صوتها الصاخب على الدوام:
-"واشتريت الكاشير ايضا... ومن النوعية الغالية... هذا لايباع الا عند المتجر الكبير في الشارع البعيد عنا...وبما انك تمقتين الجلوس معي في البيت فلابد انك ظللت تتسكعين هنا وهناك على اقل من مهلك حتى تُأخري ما امكن وصولك الى البيت.. اما امك وعشاء اليوم فليذهبا الى الجحيم.. ".

اطرقت تتريت رأسها متمتمة بصوت ضعيف:
-" أنا فقط نسيت انك اليوم لم تعجني الخبز وضننت ان هذا الطحين للغذ.. لكن ما ان تذكرت حتى اتيت بأقصى سرعتي...".

رمفتها والدتها بهزء ووضع الكيس على مجلى المطبخ وباهتباج مملوء باليأس هزت كفها هاتفة:
-"وكيف بالله عليك ستعلمين وانت بالكاد تعيشين معنا !..نحن لانراك الا في الصباح والمساء وقت النوم... ها انت عند كنزة ! ها انت عند منزل مماس !... كل بنات جاراتي اراهم يساعدون امهماتهن في اشغال البيت ومنهن من تتكلف بكل شيء ما شاء الله الا انت...انت حتى لو اختفيت او خطفت لا أحد سيلاحظ... ".

دَوَاخِلُ بَرَاعِمْ (مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن