46- تتريت تتحسن وكنزة لاتزال تنكر.

12 2 28
                                    


<من تأنى نال ما تمنى>


{................ بسم الله....................}

في حوالي الساعة الخامسة نهارا بالتوقيت الصيفي، وصلت كنزة الى بيت صديقتها تتريت ودقته منادية...

فتحت تتريت الباب، كانت ملابسها كلها مبلولة تقريبا كانت تشمر قميصها وسروالها البيتي..
ضحكت لها مرحبة دون ان تعانقها لان لاتتبللها، واشارت بيدها دعوة للدخول:
-"اعذرني على هذه الفوضى.. ادخلي... لقد انتهيت تقريبا.. ".

ابتسمت كنزة بارتياح وهي ترى ان تليلا تبدوا قد تجاوزت موضوع اخيها وعادت لطبيعتها من جديد..

-" اتعلمين ماذا... تعالي لاستشيرك على امر ما"

توقفت كنزة مكانها ملتفتة لها فيما كانت تقف هي بجانب الحمام، اشارت لها تتريت بيدها حاثة اياها على القدوم:
-"تعالي هنا".

عندما جاءت القت نظرة خاطفة على الحمام فوجدت كل اركانه مبللة بالماء ولان جدرانه كانت مطلية بالزليج بدا وكأنه يلمع من النظافة وحتى الرائحة القوية لمختلف المنظفات زاته نقاوة ونظارة..

-"قضيت اكثر من ساعة في تنظيفه.. ما رأيك؟ هل نجحت بذلك؟".

نظرت كنزة لثيابها المبللة ونفسها ويدها المجهدة الموضوعة على خصرها باستغراب، ولاحظت كيف كانت تنتظر اجابتها بتتطلع فسارعت بالرد مبتسمة بتشجيع:
-"بالطبع ! انت لم تنظفيه فقط بل بالغت في ذلك ! لكنه حمام في النهاية مهما نظفته سيتسخ سريعا.. اقصد ليس عليك اتعاب نفسك".

نفت برأسها وهي تهمس متنهدة بعبوس:
-"انت لا تعرفين ابدا امي، لديها برتكول خاص بها مليئ بالمبادئ والقواعد اللانهائية لكل زاوية بسيطة في هذا المنزل و.. ".

وقبل ان تكمل تتريت تذمراتها المعتاذة بسرعة تذكرت تتريت انها سبق وان عاهدت نفسها بان تتقبل كل مساوء ومحاسن عائلتها بالابتسام وعدم كثرة الشكوى... نفضت رأسها بسرعة صارفة عنها تلك شكاويها تلك الشكاوي التي لاتزيدها سوى بأسا ويأسا ثم التفتت لصديقتها هاتفة بنبرة مزاح:
-"ما أعرفه انك انت ايضا شغوفة بالتركيز والتدقيق في كل تفاصيل العالم، هيا استخدمي مهارتك وجدي لي تفاصيلا اهملته مثلا".

نظرت كنزة مجددا لكل ركن في الحمام ثم قالت بهدوء وهي تشير باصبعها لعالية الحائط الغير مبلط بالزليج:
-"هناك فقط بعد الاسوداد هناك".

رفعت تتريت كتفيها مردةة بيأس:
-"حاولت معها كثيرا دون جدوى، انها هناك منذ سنين، اتوقع ان حتى قوة امي الاسطورية في الفرك لن تستأصلها... عالى كل انتظريني في الصالة سالبس و استعد وننطلق".

دَوَاخِلُ بَرَاعِمْ (مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن