2- مناكشة جديدة بين المتنمرة والفتى الطيب مع عرض عمل لكنزة.

79 19 7
                                    

حكمة اليوم: العيش في الدنيا جهاد دائم
الذكر:(ربنا اجعلنا من الذاكرين لك ذكرا كثيرا والذاكرات)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كل مشاعر الحب والعاطفة والحنين التي كانت تغمر مْبارك أثناء تذكره لماضيه البسيط، اضطربت وحلت محلها الغضب و الرغبة في الانتقام، الشخص الوحيد الذي لم تستطع طيبة وتسامح مْبارك ان تحتويه وتشمله، هو هذه الفتاة الشريرة، مع انه يكبرها بعامين إلا أفعالها الشيطانية تكبره وتكبر سنها، منذ عامين علي انتقاله الي حي الربيع، وهي تتنمر عليه تمارس عليه ماتعلمته في الكراتيه، الفن الوحيد الذي تجيده وتتبجح به علي زملاءها، كلما رأته لابد ان تعتدي عليه بٓدٓنيا بالهجوم بدن سبب كأنها تثأر منه لشيء ما آخر لا علاقة له به، وإن لم تفعل تستخدم اسلوب الجرح والتهكم والاستهزاء لتألمه معنويا ، ما يقهره انهاتهاجمه بغثة وبدون نزاهة و بعد فرغها شحناتها العنيفة فيه تفر هاربة، مع أنه لاينكر ان ضرباتها نادرا ما تصل الي مرحلة ظهور الدم، لكن اي انسان يكره أن يأذي جسده وتمس كرامته فما باك برجل في بداية شبابه

كثيرا مارودته أصوات (اذهب لها ولقنها درسا اجعلها تنزف دما في كل انحاء جسمها، اجعلها تندم ألف مرة علي مسك.. انت معك الحق في الانتقام...) لكنه كان يتذكر كلام(مي زهرة) التي حذرته من ضرب أي امرأة، وهو يعلم اذا فعلها في سنه هذا فإنه سيستبيح الامر لنفسه ويعتاده، كان دائما يكرر بعد موجة حقد وغيظ(ربي اهدها واكفيني شرها ربي اهدها واجنبي شرها) بعدها يشعر براحة غريبة وكأن الله يمتصك كل الطاقات السلبية التي تفتك به.

في الاونة الأخيرة، بأفكار مختلفة للانتقام من هذه الفتاة بدون أي هجوم مادي مباشر من طرفه، او هجوم معنوي مباشر من طرفه، يجد متعة ولذة خاصة وهو يسترجع ثأره منها بطريقته الخاصة، مع أنه في أعماقه يشفق عليها، لا تملك أي صديق والجميع يتكلم عنها بسوء وينفر منها، حتي انه يعترف انه لو عاش مكانها ولقي كلما لقيت من نفور و قسوة لما استطاع ان يبقي متزنا ومتصالحا مع نفسه، هو أنعم الله عليه ب(مي زهرة) جنبته هذا الطريق، رغم الدرجة التي وصلت اليها تليلا من الفساد والانحلال إلا هناك صوت في داخله يخبره انها ستتصلح وتصبح أحسن بإذن الله.

"أبكي لا أبكي ذلك شأني وحدي، ولن أطلعكِ علي السبب اولا لأنكي من قساة القلب، ثانيا لأنكي لستِ قريبتي او صديقي حتى، ولعلمك أفضل احتضان قطة شوارع علي احتضانك"

قال بهدوءه المعتاد وبثبات ونظرات تحاول ملاحظة ردود أفعالها المهتزة والصغيرة التي بالكاد تظهر إحداها ، وكالعادة لم ينطق بأي شتيمة او سبة، والغريب ان الفتاة الوحيدة التي ينظر لها مْبارك مباشرة وبدون غض بصر هي تليلا، لأنه أصلا لايشعر آنداك إلا بالسخط غالبا أو بالطعاطف ناذرا

دَوَاخِلُ بَرَاعِمْ (مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن