«أسألك يا الله أن تدبر لي جميع أموري، فقد وكلتها إليك وأنت نعم الوكيل .»
{...................... بسم الله.........................}
دوى صوت الهاتف المنزلي في بيت كنزة، هرولت ياسمين بنشاط من المطبخ الى الصالة وبسرعة التقطت سماعة الهاتف واجابت برقة:
-"الو".-"السلام عليكم استاذة ياسمين، انا الحسين".
قطبت ياسمين باستغراب طفيف، لكنها بترحيب وذوق قالت:
-"اهلا وسهلا بك يا ابني الحسين، كيف حالك وحال الوالدة؟ ".اجاب الحسين وقد بدا عليه بعض التردد والحرج:
-" اه... نحن بألف خير يا استاذة... ممم... اتصلت فقط لاقول لابنتك كنزة ان تحضر الى الجمعية اليوم بعد العصر للتسجيل والتعرف على باقي الاعضاء.. لقد تحدثت مع المدير و وافق".رغم ان ياسمين لا تحب ان يناديها ابناء الجيران خارج العمل برسمية لكن مع ذلك ظل الحسين الوحيد الذي يناديها بخالة او عمة كباقي الجيران،حتى عندما نهت امه لم يستجب،وحتى هي لم تصر وتجاوزت الامر...
فكرت ياسمين ثانيتين ثم ما لبث ان تذكرت ما يقصده وهتفت:
-"اااه..انت تقصد الجمعية التي نظمت عرضا في المسرح ذاك اليوم،والتي اقحمت فيها كنزة وتتريت بذكاء، خيرا فعلت يا الحسين، ابنتي منذ ان شفيت وهي تظل طوال اليوم في البيت، ستساعدها المشاركة في نشاطات شبابية كهذه ان تروّح عن نفسها قليلا،ولاطمئن عليها جعلت انس ينضم اليها ايضا، واعول عليك انت ايضا لتنتبه لها و تساعدها على الاندماج هناك".ابتسم باصفرار عندما سمع اسم "انس" دون ان يعلق...
كان قد خطط لمحادثة كنزة شخصيا لكنه انحرج من القول، ولحسن حظه لم تكن ياسمين تقليدية التفكير وبدون ان يقول شيء نادت بصوت عال لكنزة مرتين ثم عادت الى الهاتف مضيفة بصوت حان ومراع بعد ان التمست بسنبن خبرتها في التعامل مع المراهقين خجله وحرجه:
-" يمكنك الاتصال بها على هاتفها في المرة القادمة اذا اردت منها شيء يا الحسين، انتما جيران وسبق وان درستك شهرا كاملا او درستها انت بالتعبير اصح".اطلق الحسين ضحكة محتشمة قائلا:
-"اخبرتك؟ "-"لم تفعل، فقط تظل طوال النهار بعد الانتهاء من حصتها معك تبحث عن اصعب التمارين والمسائل في الهاتف لتعلمك اياها كما تقول، لكنني اعرف انك انت من استفززت قدراتها الدراسية المتفوقة وجعلتها تتجاوز المتناول السهل الذي اعتادت عليه".
ابتسم الحسين وهو يتخيلها تجوب المنزل مصدعة رأس عائلتها باحثة عن رأس خيط كل مسألة، اذا كان هو يقضي ساعات وساعات فقط لايجاده وهو المعتاذ والمتدرب على حلها فقم تقضي هي..كل النهار والليل !
أنت تقرأ
دَوَاخِلُ بَرَاعِمْ (مكتملة)
Adventureكنزة&الحُسَيْن هي مراهقة بملامح جادة جدا، طبعها يميل الى التزمت وجلد النفس، متكبرة قليلا، دائمة الصراع مع نفسها، تحب العزلة والانطواء،تعاني من الرهاب الاجتماعي والحجل المفرط،تمتلك عقلا مهووسا بالتحليل والتدقيق والتمحيص في أتفه التفاهات،لقبها المشهور...