47- المواجهة الاخيرة والذكوري الحسين.

8 0 0
                                    

الحياء جمال في المراة وفضيلة في الرجل.

{..................... بسم الله......................}

-"لماذا لم تخبريني بحضوره؟ ".

وجهت كنزة نظرات مستغربة لتتريت التي سألت بعصبية وانفعال لم تبذل جهد باخفائه..

وبمسايرة اجابت وهي ترفع كتفيها:
-"انا ايضا لم اعلم بحضوره مثلك مثلك،لم تخبرني امي بذلك الا عندما خرجت الى المنزل متوجهة عندك".

و بحيرة من ردة فعلها الغريبة اضافت مستفسرة:
-" ثم مابالك انفعلت هكذا؟ ".

عندما لم تجيب تساءلت موضحة وقد علت لهجتها بعض الانزعاج من كل العداء التي صارت تتريت تظهره لأخيها دون سبب مقنع:
-" صحيح ان لأنس طبع سيء وحيانا يقولا كلاما منفرا وجارحا، لكنه ليس الى درجة ان يصيبك الفزع كأنه سيتهجم عليك مثلا".

شعرت تتريت بتفاقم انفعالها من نبرة صديقها المنزعجو وفي لحظة انفجرت في وجه كنزة هاتفة بلهجة شديدة لم تعتد كنزة سماعها منها:
-"اولا من بكون هو حتى افزع او انرعب منه؟ ثانيا لا داعي لكلامك هذا، اعرف جيدا انه اخاك ولن اجرأ مثلا على انتقاده او تعييبه امامك، لهذا من الاحسن ان نتفادى التحدث عنه من الاساس".

-"حسنا حسنا فهمت ! لا أعرف حقا لماذا تحول الحديث بيننا الى صراخ فجأة ! ".

ردت عليها تتريت بلهثان من فرط العصبية:
-" وأنا ايضا لا اعرف السبب ! ".

صمتت كنزة متطلعة اليها بسكون ففهمت تتريت نظراتها واستدركت نفسها ودلكت رأسها الذي يكاد ينفجر صداعا منذ يومين من العادة الشهرية، ومالبثت ان توجهت الى سِقاية قريبة مقر الجمعية الذي كان يبدوا كمدرسة مستقلة صغيرة الحجم، وقالت اثناء ذلك الى كنزة التي تركتها خلفها:
-"اتعلمين.. رأسي سينفجر من الصداع، اذهبي انت الى استكشاف المكان، سأشرب والحقك".

هرولت كنزة لاحقة اياها وهي تهتف باستنكار:
-"وهل اعرف احدا هنا لاصول و اجول هنا؟ ماذا لو تعرض لي شخص ما؟ ثم لماذا احضرتك ان كنت سأتنزه وحدي !... ".

-" حسنا حسنا فهمنا، هيا اتبعيني وكفى تذمرا".

وسعت كنزة عينيها بذهول للهجتها الفظة:
-"لا انت حقا لست تتريت التي اعرفها ! كنت لطيفة ومراعية جدا جدا في السابق ! الان لم تعودي تتحملين لي كلمة ! ".

بافعال استدارت تتريت بصوت هامس مكتوم من الالم والوجع:
-"اذن اعذريني لانه من الان وصاعدا سيكون عليك انت تحملي ظروفي الخاصة لما يقارب اسبوعا في الشهر".

دَوَاخِلُ بَرَاعِمْ (مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن