49- سيرة كنزة في بيت الحسين قد انتهت.

19 1 0
                                    

{وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}







{................ بسم الله...................}

في منزل انس

توجهت كنزة الى غرفتها بعدما وضعت المشتريات في المطبخ،وبارهاق نزعت عنها عبايتها وشالها وجلست على سريرها ملتقطة الفراولة الصغيرة الموضوعة فوقه،كانت هذه الفراولة واحدة من منتجات التجميل البسيطة التي حصلت عليها من تليلا وهي عبارة عن مرطب شفاه برائحة حلوة جدا والتي قد اغرمت بها من اول شمة هذا غير شكله اللطيف الجذاب...
بشغف قربته من انفها مستنشقة عبيره الذي يشبه تماما الحلويات المغرية للتذوق،وضافت المزيد على شفتيها وهي تتذكر ما حدث قبل دقائق فقط مع الحسين وبدون تردد رفعت كفيها بوضعية الدعاء وبصوت واضح ومسموع رجت ربها قائلة:
-"يارب.. انت ترى كيف تورطت بكل ارداتي مع هذا الشخص.. وانت تعلم ايضا الى أي مدى يمكن ان يتعمق هذا التورط ويتحول الى ما لايحمد عقباه.. يا رب انت خلقتني وتعرف تمام المعرفة حساسية وصعوبة هذه المرحلة من حياتي.. لا زلت مراهقة ياربي ومن المفترض ان يكون شغلي الشاغل هو تنمية شخصيتي والتفوق في دراستي والتفقه في ديني.. اما غيره من الحب ومواعدة الشباب فهو مرفوض رفضا تاما... وانا اعترف يا إلهي انني لا امتلك  لا النضج ولا الوعي ولا الحكمة لأتعامل مع مشاعري النامية بالتدريج تجاه ذلك الشخص.. لهذا يا إلهي الوكيل اوكل لك مسألة الخروج من هذه الورطة بحكمة تذبيرك ووسع معرفتك، وادعوك ان تمدني بالثبات والحزم لأضع حدا نهائيا لهذا الامر".

ولتقوى موقفها أكثر عند الله نهضت لتصلي ركعتين، وفي طريقها الى الحمام الموجود آخر الرواق سمع نداء أمها من الطابق السفلي:
-"كنزة... وااااا كنزة... تعالي".

كان هناك صوت آخر يخاطب امها امام الباب على الاغلب، تزقفت بانتباه لان يعاود التكلم وما ان فعل حتى شعرت بنفحة الرعب تخترق معدتها للمرة الثانية في هذا اليوم، انه هو ! هرولت الى غرفتها وهي تشعر بقلبها سينفجر من الهلع او الارتباك... لاتعلم بالضبط

عادت لغرفتها ضاربة الارض تحتها من شدة خطواتها المنفعلة وبحركة همجية التقطت شالها ولبسته كيفما اتفق وهي تهذي بغضب قصوي :
-"من يحسب نفسه... يريد ان يوصل لي فكرة انني لن اسطيع الهرب منه... وانه ورائي ورائي الى آخر الدنيا... حسنا !.. سأريه ! ".

عندما ارتقت الدرج حذقت امها في العباية التي لا تدرتيها الا لخارج المنزل باستغراب، ودون ان تعلق على الامر قالت مشيرة الى الحسين الذي جلس بارتياح على سْدَّارِيَة الصالة:
-"اراد الحسين ان يسألك عن مسألة رياضية..اجلسي هيا.. سجلب لكما بعد الكوكيز من المطبخ".

دَوَاخِلُ بَرَاعِمْ (مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن