48- نظرات وغيرة و اوامر ولمسات بريئة !.. وماذا ايضا؟

13 1 0
                                    

/لا حسب كالتواضع ولا شرف كالعلم./

{............... بسم الله..................}

في صباح اليوم التالي

كان الحسين يضع البضائع الجديدة في مكانها المخصص في المخزن الخلفي للمتجر بينما كان رفيقه الاخر او موضفه يستقبل طلبات الزبائن.

اعتاد الحسين تكريس نفسه في العطل الصيفية الى العمل في المتجر و تكليف صديق واحد له بمساعدته مقابل اجر شهري وبهذا ينجح في تقليص مصاريف العمال وتوفيرها لما هو اهم مستقبلا..

عندما اوضع كل شي مكانه خرج ضاربا يديه المتقشفتين من كثرة العمل ببعضهما لنفض غبار الطحين، وقبل ان ينتقل للمهمة الاخرى لمح شخصا قادما بعباية حريرية مألوفة جدا، كانت واسعة و مزينة بنقوش شجرية جميلة في الاكمام والجوانب مما جعلها مميزة بالنسبة له..

بدون تردد اتجه الى مكان استقبال الزبائن وباشارة خفية أمر رفيقه بالتنحي جانبا ليتكلف هو نفسه بهذه الزبونة الخاصة، اومأ رفيقه مبتسما بخبث وهو يتراجع للوراء، وبدل ان يتلتهي بفعل ما استند على الجدار خلفه وعقد دراعيه امامه باستعداد لمشاهدة مشاكسات صديقه الصباحية اليومية مع ابنة الجيران...

هز الحسين رأسه زاجرا اياه ليلتهي بعيدا فرد عليه الاخر بهزة كتف غير مبالية مما جعل الحسين يعقد حاجبيه بانزعاج شديد، لم يكن ذلك الفتى موضفه فقط بل كان ايضا صديقه القديم المخلص لهذا لطالما تضاحكا وتمازحا على كل شيء تقريبا في العمل وخارجه، كل شيء باستثناء محارمه و ايضا.. هذه الفتاة، لم يسبق وان نبهه بشأنها لكن لابأس.. عندما سيستفرد به سيفعل.

-"اريد لترا من الحليب وعلبة جبن البقرة الضاحكة وخمس دراهم من الزبدة".

قطع نظراته الخفية مع رفيقه صوتها المضجر المنتظر، التفت متطلعا اليها بحماس واهتمام وبدل ان يجد نظراتها الخليطة ما بين الخجل والزجر وجدها تحدق في الحلويات والبسكويتات المعروضة على واجهة طاولة استقبال الزبائن بتجهم وتخشب !

رفع حاجبه باستغراب من وضعية التمثال الجديدة التي اتخدتها للقائه، مع انه في الحقيقية لم يكن متفاجئا جدا، فمنذ ان نمت هوايته الجديدة بمراقبة ردود افعالها عند استقبال طلبياتها وازعاجها اثناء ذلك، حتى صار يتعود شيئا فشيئا على صبائعها ومزاجها المتقلب الصعب، فمرة تبادله نظراته المتفحصة بابتسامة خجولة ومرة اخرى تظل ترمقه بكره وحقد كأنه قد شتمها خلف ظهرها و مرات كثيرة تستمر فيها بتدوير عينيها في كل ارجاء المتجر متجاهلة اياه ببرود تام، لكنها هذه المرة لم ترفع له وجها حتى !

دَوَاخِلُ بَرَاعِمْ (مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن