-الفصل الثاني و الأربعون-

2.2K 76 148
                                    

هل يمكن للماضي أن يكرِّر نفسه مجدداً بطريقة أسوء ؟!!..أن يفقد أمله الجديد و مضخة أنفاسه التي توقفت عن العمل في تلكَ اللحظة ؟!!..أن يفقدها..هل سيفقدها ،هل......فقدها ؟!!!!!!!!

شهقة جزع خرجت من فمه لتوقظه من موته المحتم..و لتدفع بعض القوة الواهية بجسده..ففتح الباب فجأة بسرعة ليضع قدميه في الأرض يكاد أن لا يستشعرهما..

لا يعلم حتى كيف استطاع أن يعتمد عليهما في الإقتراب من سيارتها بخطواتٍ بدأت راكضة..لكنها تحولت ما إن أوشكٓ إلى الوصول إليها إلى بطيئة متردِّدة خائفة..

توقف أمام سيارتها ينظر بأنفاسٍ تخرج بصعوبة من رئتيه..ينظر إلى ذلكَ الجدار الزجاجي الذي لا يزال يحجبها عنه..عينيه لا تلتقطان سوى صمت..

هدوءٌ مرعب جعله يشعر بأن العالم كله قد توقف في لحظة واحدة..بل و كأن العالم أصبح لا يشمل سواه هو..و هي !

ابتلع ريقه ببطءٍ شديد..بمشقة شديدة..في نفسِ الوقت الذي تمتد فيه يده المرتعشة بشدة لتقبض على المقبض بنفسِ البطء..

و كأن العالم فقد توازنه و أصبح كل شيء من حوله يتحرك في العرض البطيء!..

و ما إن أمسكَ المقبض بين يديه زفر نفساً جديداً لاهثاً مغمض العينين..قبل أن يدفعه في لحظة واحدة لكنه ما كاد يستوعب حتى وجد نفسه ينحني بسرعة ليلتقط ذلكَ الجسد الميت الذي كانت تمنعه عن السقوط حركته تلكَ فقط..

و كانت النتيجة أن تلقاها بين ذراعيه غير سامحاً لجسدها بأن يلامس الأرض..قبل أن ينخفض بسرعة إلى أن جلس فوق الأرض على ركبتيه يضم جسدها الميت بذراع واحدة..

بينما امتدت الذراع الأخرى لتلمس جانب وجهها.. وجهها المغرق كثيابها...بالدماء!

تهدجت نبضات قلبه أكثر..و ارتجفت أطرافه بقوة و هو ينظر لها بعينين متسعتين و كأن عقله لا يستوعب بعد هذا المنظر الغريب أمامه!..

قبل أن يفتح فمه ليهمس اسمها بصعوبة..بصوتٍ متحشرج متقطع سرقت الغصة كل قوته..

_رؤى !!!!

لكن رؤى لم تبدوا و كأنها ستسمعه اليوم..فقد كانت كل تفصيلة في ملامحها تقر بقرب انسحابها من هذا العالم..حتى أنفاسها لم يعد يشعر بها في تلكَ اللحظة !!

فامتدت يده بعد أن تركت وجهها بمشقة ليضع إبهامه فوق مكان النبض بمعصمها..لكنه للعجب لم يشعر بأيِّ شيء..فنبضاتها بدت و كأنها شبه منعدمة..مما جعل عينيه تتسعان أكثر و نفس اليد تعود لتحاوط وجهها هاتفاً بجزع قد تفجر الآن في صوته المذعور..

_يا إلهي..رؤى..رؤى افتحي عيناكِ حبيبتي..أتوسل إليكِ أن تفتحي عيناكِ..لا تفعلي بي هذا..باللّٓه عليكِ استيقظي..رؤى !!!!!!!

هتف اسمها في آخر كلمة بصوتٍ مرتفع شقّٓ سكون المكان بقوة..قبل أن يميل عليها في نفسِ اللحظة ليضع أذنه فوق صدرها و كأنه يحاول أن يطمئن من أن بعض الحياة لا تزال تدب بقلبها..

وهم الكبرياء (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن