-الفصل العشرون-

1.9K 77 37
                                    

_إنه بخير الآن..تستطيعين رؤيته بعد أن ننقله لغرفة أخرى !

قالها الطبيب لأم هناء بعد أن طمئنها من أن الجرح كان سطحياً لا غير و هذا السبب الذي جعله ينجوا و إلا فقد كان هالكاً لا محالة لو اخترق الزجاج الدماغ..

اومأت أسماء بصمتٍ و ببعض الإرتياح الذي غزا ملامحها..قبل أن يسألها الدكتور عاقداً حاجبيه ؛

_لكن..كيف حدث معه هذا ؟!! هل..........

_مجرد حادث !!

قاطعته بهذا الجواب المقتضب..ثم اكملت و هي ترى نظراته التي تطلب تفسيراً أدق ؛

_لقد كان ثملاً عندما..زحطت قدمه و حدث ما حدث !!

____________________________

_أنا أريد أن أكون الكتف الذي تستندين عليه في كل لحظاتكِ السعيدة و الحزينة..فهل تسمحين ؟!!!

للحظاتٍ لم تحسب عددها ظلت هناء متجمدة مكانها..رأسها مستكين فوق كتفه بينما نبضات قلبها تعصف كالرعد هاتفة برغبتها في القول " نعم "..

فلتقل نعم فحسب و تستسلم بعدها لهذه الراحة التي اكتسحتها في قربه !!!

كلمة سهلة النطق و المعنى !!

نعم..سهلة جداً فلترفعي رأسك و تقولي نعم..

هيا يا هناء..قولي نعم و ألقي بكل همومك على كتفه ليسقبلها هو بدلاً عنكِ..

قولي نعم و فوزي بسندٍ لا يمكن أن يخذلك طوال العمر..

قولي نعم و تخلي عن كل أحلامك بالإستقلالية و الحب..قولي نعم و اهربي من حياتكِ البائسة مع أسرتكِ..قولي..........

_لااا !!!!

هتفت بها لا إرادياً و هي تبتعد أخيراً عنه لتستيقظ من سحر هذه اللحظة و كلماته..ثم رفعت رأسها لتواجه عينيه -المندهشتين- بحزنٍ بمزيج من قوتها و أسفها و هي تقول برفض تام للفكرة حتى ؛

_لا أستطيع..لا أستطيع..أنا لا يمكن أن أسمح لنفسي بالإنسحاب إلى هذه الدائرة مجدداً..أنا تعبت من أن أعيش ك-عبءٍ- في منزل لن ينتمي لي يوماً..تقول هذا لأنك سمعت اعترافاتي أمام أمي !!!! و الحقيقة هي أنك لا يمكن أن -تحبني- يوماً..ما تقوله الآن ليس إلا بدافع الشفقة التي أيقظتها كلماتي بداخلكْ..أنت تريد أن تشغر عقلك و قلبك بي لعلك تتناسى حبكَ المستحيل لتلكَ الفتاة !!!

كان كريم يهز رأسه بالنفي مع استطرادها..لكن هناء رفعت يدها لتمسح دموعها التي لم تتوقف و هي تستأنف ؛

_لكنني لست مجرد وسيلة..أنا أيضاً أمتلك مشاعر.. بغض النظر عن ماهيتها فأنا لا أستطيع أن أتزوج من شخص أعلم أنه لا يحبني..و لا يمكن أن يحبني أبداً.. أنا أعرف نفسي جيداً..أفضل أن أموت في اللحظة ألف مرة و أنا اشتم نفسي لأنني أضعت هذه الفرصة و لم أوافق على أن أموت و أنا أجد نفسي محتجزة بين أربع جدران مع شخص لا يراني أكثر من -وسيلة- لنسيان حبه القديم !!

وهم الكبرياء (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن