توقف بسيارته أمام قصر الشافعي..بعد أكثر من يوم و نصف ظل غائباً عن هذا المنزل..فبعد أن اِطمئن على عودة أثير لمنزلها آمنة..لم يشعر برغبة أبداً في مقابلة أيِّ أحد..
فتوجه لمنزله ليتوارى بداخله لمدة ساعاتٍ استغرقها في الإستحمام و تغيير ثيابه..ثم أخذ قسط من الراحة لم يكن كافياً ليبعد عنه ذلكَ الإرهاق الذي يكتنف قلبه لا جسده..
ضغط الجرس سريعاً و لم يكد يتقدم خطوة واحدة نحو الداخل بعد أن فتح له أحد الخدم الباب حتى لمح أمه التي كانت تنزل الدرجات المقابلة سريعاً..
إلى أن توقفت أمامه و نقلت عيناها اللائمتين بين ملامحه سريعاً قبل أن تحتويه في عناقٍ لم يكن دافئاً كفاية ليغير موقفه ناحية تصرفها يوم أمس..
حينما أخبرها عن رؤى ليتفاجئ ببرودها في الرد و كأن الأمر لا يعنيها..حسناً هو لا يعنيها بالفعل..لكنها على الأقل كانت تستطيع أن تستفسر عن صحتها بدافع الإنسانية لا غير !
_و أخيراً تذكرت بأن لكٓ منزلاً و أماً في انتظارك..لقد كدت أموت من القلق عليكٓ منذ يوم الأمس !
قالتها أمه ما إن إبتعدت قليلاً بنبرة عتاب حقيقية.. فقابلها مروان بنظرة هادئة لم تخلوا من برود اكتنف عينيه..و تخلله عتاب أيضاً..لكنه عتاب داخلي صامت..ثم قال بينما يهم بتجاوزها..
_لا داعي للقلق..كل شيءٍ على ما يرام..
اقترب من السلالم ينتوي الصعود نحو غرفته لكن أنظاره وقعت على ابتسام التي كانت قد أتت للتو.. فتوقفت على بعد درجاتٍ قليلة منه ناظرة له بلهفة إعتاد رؤيتها مرافقة لملامحها..رسم ابتسامة هادئة فوق وجهه و هو يردف..
_كيف حالكِ يا ابتسام ؟!!
و كالعادة..قابلته ابتسام بابتسامة باهتة لطيفة و هي تهمس بخفوت..
_أنا بأفضل حال..و أنت ؟!!
قال مروان بنفسِ نبرته الرخيمة و الهادئة التي دائماً ما يخاطبها بها..لكن مع اختلاف بسيط اليوم..فقد كانت عينيه قلقتين بشكل ملفتٍ للنظر..يبدوا شارداً متباعداً بعقله بأميال عن هذا المكان حيث يقف..
_و أنا بخير أيضاً..
ثم اقترب الدرجات المتبقية إلى أن توقف أمامها تماماً..ليهمس بلطفٍ..
_دعينا نتكلم لاحقاً..اتفقنا ؟!
اومأت له ابتسام ببطءٍ..قبل أن تطرف قليلاً و هي تبعد عينيها عن عينيه..فتجاوزها مروان ليتجه إلى غرفته في صمتٍ..بينما زفرت أمه التي راقبت كل الموقف بشيءٍ من الضيق و هي تتجه إلى غرفة معينة بهذا المنزل العريض..
جلس في طرف سريره بإرهاقٍ فعلي..إرهاق حقيقي يستوطن قلبه و حواسه..إرهاق يرتبط بها حصراً.. بمالكة قلبه..تلكٓ التي ظن حتى يوم أمس بأنه قطع آخر السبل معها..بأنه و أخيراً بعد عشقٍ جارف استهل في قلبه منذ أول لحظة سيحصل عليها !
أنت تقرأ
وهم الكبرياء (مكتملة)
Romans• صحفية ناجحة • رجل أعمال مرموق • باردة الطباع • مغرور • تكتب عنه مقالاً يسِيء لسمعته فيقرّر الذهاب إلى مقابلتها و توبيخها.. • و إذا به يقع في حُبها من أول نظرة ! •••••••••••••••••••••••••••••• " أخشٓـى أن أمنـحٰ عينيـكِ وصْـفاً فأظلمٰـها ! " •••••...