-الفصل التاسع و الأربعون-

2.2K 65 47
                                    

أن يسقط الإنسان عاشقاً لمعشوق لا يستحق..أشبه بأن يلقي بنفسه من فوق منحدر شاهق الطول..ثم ينتظر أن تمتد قبضة من المجهول لتنقذه !!!

لقد كان حبها له بهذا الشكل..لقد أحبته بسذاجة منقطعة النظير..كانت تنظر في عينيه..تبثه أنهار عشقه الذي تولد في أعماقها من رحم عينيه الميتتين كالرماد..

و رغم تيقنها الداخلي من حجم الفجوة التي لطالما صنعتها ملامحه و نظراته الصقيعية بينهما..إلا أنها كانت أشبه بـ-مسلمة- أمرها له..

كانت تريده بشدة..تعشقه بشدة..أليس العشق مرادفاً للإستسلام ؟!

أن تمنح جزءاً من روحكٓ لشخص آخر يشاركك كل شيء فيها ؟! أن تسقط حصونكٓ مغمض العينين..أن تمنح كل الثقة الموجودة في العالم لهذا الشخص متأملاً بكل جوارحك..بل واثقاً أن الخذلان لا يمكنه التسلل بينكما يوماً..

و أن قبضته المرتخية في الفراغ هي نفسها تلكٓ التي ستنتفض فور سقوطكٓ لتردعه !!!

لقد وثقت به !! لم تكن تحتاج لكلماتٍ لتخبره عن كم عشقه الذي تألق في قلبها بدون إذن..كانت تؤمن بأن عينيها كفيلتين..لقد لمست روحه بالفعل و لمس روحها فما نفع الكلمات إذاً ؟!!

حينما وضعت كفها فوق صدره في تلكٓ الليلة الغير عابرة..كانت تلكٓ إشارة..و كأنها خلقت تواصلاً غريباً بين قلبيهما..قلبها المحِب كان و كأنما يتوسل قلبه الجريح أن يقرأ اعترافها و استسلامها بنفسه !!

و قد قرأه بالفعل..كان يجيد قراءتها! لقد قرأ سطور الحب بعينيها و تمعن في استيعابها..ثم ماذا فعل ؟!! قتلهـا !!!

لقد كان قريباً منها..أنفاسه تداعب روحها حينما همس لها بأكثر جملة دنيئة يمكن لامراة أن تسمعها من بين شفتي رجل تحبه !!

" إنه أكثر شخص يستحقكِ في هذا العالم !! "

أكثر شخص يستحقها في هذا العالم هو شخص...لا تحبه !! أيّ منطق هذا ؟!!!!!!

لن تكذب..لو اعترفت أمام نفسها بأنها تأملت ليلتها أن تكون مجرد مشاعر اندفاعية عابرة منه..تأملت أن يعود لرشده أو يتركها و شأنها على الأقل..لكنه لم يفعل !!

في خضم محاولاتها الحثيثة لدفع قلبه نحو سبيل الإستيقاظ..كان هو ينفذ آخر قراراته بشأنها هي !! حتى الآن لا تعلم أي جرأة تلك كان يمتلكها حينما رفع صوته مدافعاً عن رجل من المفترض أن يعتبره تهديداً له !!

لحبه الحقيقي الذي ثبت لها بأنه لا يرتقي لمرتبة الحقيقي !!

لقد كان يقدمها له في كل فرصة كهدية مغلفة بغشاء هش..قابل للتمزيق عند أول لمسة !!!

بينما كان الآخر..أنور..الرجل الذي من المفترض أن تقع في حبه حتى النخاع فتاة مثلها..يقاوم كل استنتاجات العقل..كل إشارة و نظرة يقشعها قلبه بينهما لأجلها..لأجلها فقط!

وهم الكبرياء (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن