-الفصل التاسع عشر-

1.6K 77 27
                                    

كانت تجلس فوق سرير رؤى..تحيط ركبتيها بذراعيها بينما ذقنها مستند إليهما..تنظر أمامها بجمودٍ لم يداري حزن عيناها..هتفت رؤى بانفعال تام و هي تضرب السرير بقبضتها ؛

_لا أصدق..لا أصدق..بعد كل هذه السنين تزوجت و لديها طفلة !!!!

قالت أثير ببرود رغم تهدج صوتها ؛

_ليس بعد كل هذه السنين..قولي بعد فترة معدودة من اختفائي تزوجت !

نظرت لرؤى لتكمل بحسرة ؛

_لقد كنت غبية جداً يا رؤى..الحقيقة أنني لا أمتلك أي عائلة -سواكم- !

لانت ملامح رؤى تدريجياً و مالا حاجبيها بحزن ظلل حدقتيها و هي تقترب منها مجدداً لتحيطها بذراعيها و تهمس بحرارة لائمة بينما أثير مستسلمة لدفء حضنها ؛

_و هل لديكِ شك في هذا ؟!!

أحاطت وجهها لتنظر لها و قالت بينما تطبع قبلة دافئة جداً فوق جبينها ؛

_أنتِ -أختي- أنا..أختي أنا..لن أقبل بأيِّ مشاركة فيكِ..أنا لن أعطيكِ لأحد لأنكِ أختي فقط..أنتِ لديكِ أخت واحدة يا أثير..هي أنا..أنا فحسب..أليس كذلك ؟!!!

كانت نبرتها حادة و مشتدة قليلاً بشكل جعل ذلك الحنان الذي يغزوا عينيها ينتقل إلى أثير تلقائياً.. لكنها اضطرت للإبتسام بيأس و هي تفكر أن رؤى الملائكية لم يلتقط عقلها إلا فكرة واحدة..

أن لديها أخت أخرى !!!!

لكن الحقيقة التي تعرفها هي و تؤمن بها أنها لا تمتلك أي أختٍ غيرها..هي لديها أخت واحدة فقط كما قالت رؤى..لهذا همست بوداعة مع ابتسامتها ؛

_نعم..لديَّ أخت واحدة فقط......

نظرت لها بطرف عينيها لتكمل بخبثٍ و هي تنتوي إثارة غيظها ؛

_بالدم !!!!

شحبت ملامح رؤى تماماً و تحولت إلى بركان انفعالات شعرت معه أثير أنها على وشكِ الإنفجار بها فقالت بتعقل متلافية الموضوع ؛

_أمزح..أمزح..ليس لديَّ أخت غيركِ..أنا لديَّ أخت واحدة اسمها رؤى..أنتِ فقط..

رمشت رؤى بعينيها ناظرة لها بغير رضا تام..قبل أن تندس أثير في حضنها دون أن تسألها لتهمس ؛

_هل تنامين بجانبي هذه الليلة ؟!!!

ابتلعت رؤى ريقها ببطء بينما ارتفعت ذراعيها لتقربانها أكثر إلى صدرها..لكنها همست رغم ذلك بمشاكسة بعد قليل ؛

_أنا من يجب أن أسأل..فأنتِ في غرفتي !!

أغمضت أثير عينيها بسلام هامسة بهدوء ؛

_إذاً لنعد صياغة السؤال..هل أنام بجانبكِ هذه الليلة يا رؤى..هل هذا مسموح ؟!!!!

أغمضت رؤى عينيها بينما تستند بذقنها فوق رأس أثير لتهمس بعد لحظة ؛

وهم الكبرياء (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن