-الفصل السادس و الخمسون-

1.2K 38 35
                                    

" لا أريد أن...أعيش ما تبقى من حياتي بهذا الشكل.. لا أريد أن أعيش ما تبقى من حياتي مع لقب الخائنة.. الجاحدة..المنبوذة من الجميع..الآن فقط..أشعر كم أنني بحاجة لأن أصلح من نفسي..

لأول مرة أشعر بأن لساني يتحرق لتهجئة كلمة اعتذار واحدة..أريد أن...أعتذر له على كل ما فعلت... عماد..لكنني لا أشعر بأنني سأقدر على قطع خطوة كهذه بمنتهى السهولة.. "

" و الأهم من كل ذلك..لا أريد أن أموت وحيدة ! "

" الجميع يكرهني هنا "

" و لا أنت عدت مضطراً لأن تتحملني..لقد قمت بكل واجباتكٓ معي بالفعل..كنت نعم الطبيب لي..الحقيقة أنني لم أشعر قبل هذا اليوم بكينونتي إلّا بعد أن لجأت إليك..أنت حرّرتني من وهم عشت طوال سنوات حياتي الماضية أعاني رغبة في الحصول عليه................. "

" الآن أنا لم أعد بحاجة لا لعصام و لا لأيّ رجل آخر.. الحقيقة أنني لا أحتاج سِوى غرفة مغلقة أغرق فيها في سباتٍ هادئ يفصلني عن هذا العالم الذي لم أعد أحبه! "

" أنا لست إنسانة تثق في الناس بسرعة و أنت أكثر من يعلم هذا..أنا لم أضع ثقتي الكاملة في حياتي حتى في أقرب المقربين لي..و ربما هذا ما كان يجعل قراراتي كلها خاطئة متسرعة..لكن معكٓ أنت......... "

" أنت لم تترك لي فرصة تحديد إن كان عليّ أن أثق بكٓ أو لا..لقد دخلت حياتي فقط بدون أيّ استئذان أو مقدمات..و لأكون صريحة أكثر لقد اقتحمت حياتي كآخر طوق نجاة لي..لقد فرضت عليّ نفسكٓ و أرغمتني على الوثوق بك............ "

" لذا..إن كان هناكٓ شخص واحد في هذه الحياة أثق به أكثر من نفسِي حتى...فهو أنت! "

" ماذا عنكِ أنتِ ؟ لماذا وافقتِ على هذا الزواج ؟ "

" لأنه كان خياري الوحيد للهروب من وحدة كادت أن تطبق على أنفاسي و تقتلني! "

" و الآن ؟! "

" الآن..لم أعد أشعر نفسي...وحيدة ! "

" شكراً لك "

هل كانت كلها إشارات ؟!! هل كان القدر طوال الوقت يحاول أن يمنحه بعض التلميحات غير العابرة أبداً ؟ كيف لم يلاحظها إذاً ؟ كيف لم ينتبه لها قبل اليوم ؟!

كيف باتت تبدو كلماتها البسِيطة و كأنها تلميحات مرعبة لـ...موتٍ وشيك!

لقد وجد نفسه كالأحمق تماماً يهرع إلى المشفى مرتعباً..ثم يرتفع صوته هاتفاً بالاطباء أن ينجدوه بينما هو في الحقيقة يحمل بين ذراعيه جثة هامدة.....جثة حقيقية تماماً!

لا يزال يتذكر ملامحها الشاحِبة حد اختفاء كل ألوان الحياة منها..جسدها الهامد و أطرافها الباردة التي لامست أطرافه الأشد برودة رعباً..لا يزال يشعر برجفة قوية تحتل يديه الاثنتين فيغلق قبضتيه بعنفٍ أليم كلما استعاد الموقف في ذهنه !

وهم الكبرياء (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن