ضجيج السيارات من حولها..خطوات الراجلين.. إشارات مرور..و صوت المذياع..تفاصيل صغيرة أدمنتها منذ عدة سنواتٍ..في كل صباح جديد قبل وصولها إلى مقر العمل الذي كان أمنيتها منذ طفولتها..
ابتسامة شفافة كانت تلمس شفاهها المصبوغة بأحمر شفاه وردي..هادئة كهدوء النظرة في عينيها الزرقاوين المراقبتين للطريق المكتظ نسبيًا باهتمام..و شعرها الأشقر الناعم المنسدل بتموجات خفيفة ساحرة على كتفيها و حول وجهها يتطاير برقة بفعل النسيم الهادئ المتسلل من النافذة المفتوحة نسبيًا..
كان هناكَ لحن هادئ منبعث من مذياع السيارة الفارهة.. حينما توقفت بها أمام مقر عملها أخيرًا..لتمتد يدها إلى الزر هناك مغلقة المذياع و تفتح الباب مترجلة بهدوء..
و ليكتمل روتينها اليومي المعتاد..فبمجرد أن استقرت في مكانها خلف مكتبها و حاسوبها تهم بالعمل..سمعت صوت طرقات مزعجة تقاطعها فجأة..حينها زفرت بقنوط و هي ترفع عينيها بنظرتهما الباردة متوقعة اندفاع الباب من تلقاء نفسه..
و هذا ما حدث فعلًا..فقد اندفع الباب بهدوء ليطل من خلفه ذلكَ الشاب صاحِب أكثر ابتسامة واسعة رأتها في حياتها..ابتسامة قد تكون كافية لوحدها لأن تجعل أيّ كان من يجلس أمامه يبتسم..باستثناءها هي ربما!
فقد سألت بقنوط و هي ترفع أحد حاجبيها في حركة أخبرته بوضوح عن كم الضيق الذي تشعر به في كل مرة يقاطعها بها بهذا الشكل..رغم أنها لم تكن تشعر به فعليًا بينها و بين نفسها!
_صباح الخير مجددًا..ماذا تريد يا كريم ؟!
لم يتفاعل -كريم- مع نبرة الامتعاض في سؤالها المتبلد و التي لم تبذل أيّ جهد في تجميلها و لو قليلًا..فقد اقترب بكل هدوء ليسحب كرسيًا و يجلس عليه..ثم بمنتهى البساطة قال مبتسمًا ؛
_أردت أن أكذب و أقول بأنني اشتقت لكِ في غضون هذه الأربع دقائق التي لم أركِ فيها لكنني أخشى أن أبدو متملقًا فاشلًا لهذا سأقول بوضوح بأن المقال الذي طلبته مني قد أصبح جاهزًا الآن...........
تنهد بارتياح و كأنه يتكلم منذ ساعات بالفعل و هو يضيف محتفظًا بابتسامته الكبيرة أمام نظرات أثير التي لم تتغير تعابيرها أبدًا ؛
_هل أرسله لكِ الآن ؟
لم تتغير ملامح أثير أبدًا..باستثناء لفحة من الغباء التي ظهرت في عينيها حينما همست ؛
_هل أتيت إلى مكتبي و قاطعتني عن العمل بهذا الشكل السخيف فقط لتسألني عن شيءٍ تفعله كل يوم !
تسمر كريم لوهلة لم تتلاشى فيها ابتسامته أبدًا..ثم لم يلبث أن أومأ برأسه هامسًا بنبرة يشوبها شعور طفيف بالإحراج ؛
_هل أقول الصدق ؟
ظلت أثير تنظر له بنفس الطريقة التي لا تشجع كثيرًا على التحدث..لكنه رغم ذلكٓ همس بينما يقترب منها عبر المكتب بينهما و كأنه يشي لها بسر خطير ؛
أنت تقرأ
وهم الكبرياء (مكتملة)
Romance• صحفية ناجحة • رجل أعمال مرموق • باردة الطباع • مغرور • تكتب عنه مقالاً يسِيء لسمعته فيقرّر الذهاب إلى مقابلتها و توبيخها.. • و إذا به يقع في حُبها من أول نظرة ! •••••••••••••••••••••••••••••• " أخشٓـى أن أمنـحٰ عينيـكِ وصْـفاً فأظلمٰـها ! " •••••...