-الفصل الثامن-

2K 87 18
                                    

مروان !!!!

تحفزت ملامح أثير تلقائيًا و تجمدت عيناها ناظرة إلى عينيه اللتين كانتا تنظران لها بما يشبه......الندم !

و بهذه الفكرة وجدت أحد حاجبيها يرتفع قليلًا و ابتسامة صغيرة متشفية لم تغير شيئًا من جمود ملامحها تشق شفتيها ببطءٍ..

لكن مروان لمحها فابتلع ريقه بصعوبة و هو ينظر لملامحها التي لم يحتج للكثير ليعلم أنها تضررت.. تضررت جدًا من ما حدث يوم أمس..

حتى لو لم تظهر ذلكٓ فقد تضررت...هو يعلم !!

لهذا وجد نفسه يفتح فمه هامسًا بخفوتٍ ؛

_أنا.........

لكنها لم تسمح له..و لم تكن لتسمح له..فقد تجاوزته بكل بساطة لتستأنف طريقها نحو تلكٓ البناية ذات الواجهة الشديدة الفخامة..

بينما زفر مروان بيأس و هو يتحرك بسرعة لاحقًا بها..ثم قال بسرعة و هو يجاري خطواتها السريعة الحازمة ؛

_حسنًا حسنًا..أعلم بأنني كنت مخطئّا و أنا مستعد لدفع الثمن لكنني نادم..اسمعيني فقط لدقيقة واحدة و أعدكِ بأنني......

كانت أثير تمشي بحزم غير عابئة بما يقول و لا بما يود قوله..قبل أن ينتفض رأسها بسرعة ناظرة له بغضب حينما قبض على ذراعها هاتفا بنفاذ صبر ؛

_أثير !!!!!!

تحفزت ملامحها أكثر و هي تنظر ليده التي تقبض على ذراعها فاستوعب مروان نفسه و هو يبعدها بسرعة..قبل أن يقول بأنفاس مجهدة مخاطبًا تلكٓ النظرة الباردة في عينيها ؛

_دقيقة واحدة..أنا أطلب دقيقة واحدة نتكلم فيها..أعلم بأنني جرحتكِ لكن..........

_جرحتني !!!

قالت أثير تقاطعه فجأة بملامح مستنكرة مذهولة..فتسمر مروان لوهلة ينقل عينيه بين عينيه باضطراب انتقل من أنفاسه إلى عينيه أيضًا الآن..

و رغم ذلكٓ فقد كان آخر ما توقعه..هو تلكٓ الابتسامة الساخرة التي ارتفع بها جانبا شفتيها ببطءٍ..ثم همست تهز رأسها قليلًا مردفة بـ...ذهول!

_هل أنت جاد ؟!!!

تراجع مروان قليلًا و قد بهتت ملامحه قليلًا أمام تلكٓ النبرة..بينما قالت أثير تستطرد من بين أسنانها ؛

_أنا لم أقابل شخصّا بمثل وقاحتكٓ في حياتي...و غباءكٓ أيضًا !

صمتت للحظة واحدة ترمقه باستهانة..ثم لم تلبث أن نطقت مجددًا تضيف بتجهم ؛

_هل كنت تظن حقًا أنني أريد صداقتك ؟! أو أنني دخلت إلى منزلكٓ تلبية لطلبكٓ العزيز لي بالحضور ؟! هل هرب عقلكٓ إلى هذا الحد من التفكير ؟!!

صمتت تزم فمها قليلًا على أنفاس لاهثة غاضبة..بينما قست ملامح مروان بشدة و انعقد حاجباه ببطءٍ و هو يحدق بها بصمتٍ التزمه مرغمًت للحظاتٍ..إلى أن قال أخيرا بصوتٍ خافتٍ خرج في غاية الخطورة ؛

وهم الكبرياء (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن