-الفصل السادس و العشرون-

2.1K 71 55
                                    

_لقد وجدنا هذا الهاتف في منزل المتهم..لكننا لم نجد له أي أثر للأسف..و نظن أنه سيهم بالهروب الآن بعد أن فضح أمره!

لم تكن هناك أي كلمات مناسبة لتصف مشاعره الآن.. غضب كبير اجتاحه و هو يقبض على هاتفها يعتصره بشدة بين قبضته و ينظر للشرطي أمامه عاقداً حاجبيه بشدة..

قبل أن ترتفع يده الأخرى لترتطم بالجدار وراءه لمرات متتالية مع هتافه المنفعل غير مكثرت لأي ألم ؛

_تباً..تباً..تباً !!!!!

رمق الشرطيين بعضهما بنظرة شبه متعاطفة قبل أن يزفر الشخص نفسه الذي تكلم قبل قليل قائلاً ببعض الحيرة ؛

_لكن المريب في الأمر أننا وجدنا سيارة متوقفة أمام المنزل تماماً..و قد تأكدنا من أنها تخصه هو قطعاً..و حينما بحثنا في الجوار ظناً منا أنه لن يكون قد ابتعد كثيراً لم نجد له أي أثر!

استطاع أن يسترجع اهتمام مروان الذي طرف بعينه بغير تركيز و هو يعود لينظر له بنظراتٍ تائهة..بينما يكمل الشرطي بحاجب مرتفع توجساً ؛

_رجاءً حاول أن تتذكر يا سيد مروان..هل هناك أي شيء غريب لمحته أثناء دخولك و خروجك من هناك ؟!!! أو بشكل أدق..هل تشك في أي أحد آخر قد يكون متورطاً معه ؟!! و ربما يكون قد لجأ إليه ليساعده في الهرب ؟!!!!

تاهت نظرات مروان أكثر و عقله يرسل له مشهداً سريعاً مشوشاً حينما توقف بسيارته أمام الباب..و قد كانت هناك بالفعل سيارة غريبة لم يهتم بالنظر لها أبداً في خضم ذعره و انفعاله آنذاك !!!!

سيارة يعرفها جيداً..سيارة فريد المارد !!!!!

اتسعت عيناه قليلاً بإدراك جديد و قد التوت شفتيه موضحة رغبته الشديدة في قتل كلاهما..انتبه للشرطي الذي كان يحدق به بترقب و هو يقول ؛

_هل تذكرت شيئاً ؟!!!

و رداً على سؤاله اومأ مروان بكل تعقل..ليقول بعد لحظة واحدة و عقله لأول مرة يلح عليه في التقيد برصانته دون التصرف بتهور و تخطي الشرطة كما عادته..

فتلكَ الراقدة خلف الغرفة خلفه لا تستحق..لا تستحق أبداً أن تدفع ثمن نوبة غضب جنونية أخرى منه..رغم أنه ليس نادماً أبداً على ما فعله بذلك الجبان سهيل..

_نعم..رأيت سيارة غريبة هناك و أعرف صاحبها جيداً..

الآن انعقد حاجبي الشرطيان بشدة بينما أكمل مروان بنفس النبرة و نظراته منصبة أمامه تماماً ؛

_فريد المارد!

_______________________________

كانت لا تزال تجلس بجانب أثير الساكنة تماماً..لوقتٍ طال اكتفت فيه بأن تتمسك بيدها و تربث على جبهتها بحنان..قبل أن تتنهد لتقف أخيراً على مضض و تترك يدها بعد أن طبعت قبلة رقيقة فوقها..

وهم الكبرياء (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن