جلست رؤى قبيل الغروب فوق أرجوحتها في حديقة منزلهم..تراقب الغروب بعينين تبرقان لسبب مجهول.. وحيدة هناك و كأن المنزل كله فارغ إلّٓا منها..و على طرف شفتيها شبح ابتسامة لا تدري مصدرها..
ما تشعر به فقط هو أنها سعيدة..إنها سعيدة و مطمئنة بدون أن تعرف أو تهتم بمعرفة السبب..حتى أنها لم تتساءل عن حقيقة وجودها هنا..ألـم تكن آخر مرة في المشفى ؟!!!
دقائق قصيرة استغرقتها في الجلوس بهدوء..قبل أن تشعر بيد حنونة تغطي لها يدها المرتاحة فوق السطح الخشبي الملون للأرجوحة..فبرزت ابتسامة واسعة جميلة فوق شفتيها و هي تستدير تلقائياً متكهنة بهوية صاحبة تلكَ اللمسة الناعمة..
إلا أنها و قبل أن تتمكن من نطق اسم أثير تسمرت تماماً..و فغرت فمها بعدم استيعاب و هي تقابل وجه...أمها !!!
هل هي تجلس بجانب أمها بالفعل ؟! أمها الحقيقية ! بل هل تلكٓ الشابة التي تجلس بجانبها محدقة بها بعينين لامعتين هادئتين مفعمتين بالحب...والدتها !
انعقد حاجبيها ببطءٍ شديد و هي تشعر بعقلها يتوقف عن العمل عاجزاً عن الفهم..أنى لها أن تكون متواجدة هنا ؟! معها !
أنى لها أن تجلس بجانبها في الحديقة..فوق الأرجوحة التي لطالما احتلتها برفقة أثير..بل كيف يمكن أن تكون هي و أمها في نفسِ العمر ! كيف !!!
لـم تشعر بتلكٓ الهمسة التي فرت من بين شفاهها لتصل إلى مسامع والدتها خافتة..تحمل شحوبها الروحي و دهشتها..
_أمـي !!!!
نطقت الإسم بصعوبة و كأن مناداتها به أمر شاق..بل كطفلة صغيرة تعلمت كلمة جديدة و تحاول تجربتها.. لكن أمها قابلت ندائها بكل هدوء و إعتيادية و لطف.. و منحتها ابتسامة عريضة بدت كانعكاس لابتسامتها.. فعادت تهمس بصوتٍ باهت ؛
_هل...هل أنتِ هنا بالفعل ؟!!!
ظلت نفس الإبتسامة مرتسمة فوق ملامح أمها الجميلة بشكل يخطف الأنفاس..ثم همست أخيراً بصوتٍ ناعم يأسر القلب برقته..
_نعم..هل أنتِ متفاجئة ؟!!
ظلت رؤى تنقل عينيها بين ملامحها غير قادرة على إجابتها..لا يزال عقلها يحاول تحليل ما يحدث منطقياً..لكن أين المنطق من ما تراه الآن !
لا بد بأنها تحلم ! نعم..المنطق الوحيد الذي تعرفه يقول بأنها تحلم..هي تحلم !!!
بينما رفعت -شادية- رأسها في حركة خاطفة لترمق السماء اللامعة بلون أحمر براق..ثم لم تلبث أن أعادت عينيها إليها لتهمس بصوتٍ ساحر بدا كمحاولة لإثناء عقلها عن محاولة إيجاد التفسيرات الغبية لما يحدث..
_هل تراقبين غروب الشمس ؟!! أنا أيضاً أحب مراقبة الغروب !
فغرت رؤى فمها أكثر و هي ترفع أنظارها حائرة للسماء التي بدأ الظلام ينتشر بها..قبل أن تسمع صوت والدتها تهمس مسترسلة بنفسِ نبرتها الهادئة الرقيقة الناعمة..
أنت تقرأ
وهم الكبرياء (مكتملة)
Любовные романы• صحفية ناجحة • رجل أعمال مرموق • باردة الطباع • مغرور • تكتب عنه مقالاً يسِيء لسمعته فيقرّر الذهاب إلى مقابلتها و توبيخها.. • و إذا به يقع في حُبها من أول نظرة ! •••••••••••••••••••••••••••••• " أخشٓـى أن أمنـحٰ عينيـكِ وصْـفاً فأظلمٰـها ! " •••••...