أغلقت الباب خلفها بسرعة لتتجه إلى هاتفها..تفاجئت بعدد المكالمات الواردة..كلها من رؤى و أبيها..ارتمت فوق السرير جالسة بإرهاق و هي تتصل بوالدها أولا..ليأتيها الرد في سرعة البرق.._و أخيراً..لقد اتصلت بكِ حوالي ثلاثين مرة و كدت أن أجن و أنت لا تجيبين !!!!!
صمت للحظة يسترجع فيها أنفاسه الغاضبة ثم قال ببعض الحدة لكن بنبرة أكثر ليونة ؛
_هل أنتِ بخير ؟!!!
رغماً عنها وجدت أثير نفسها تبتسم بيأس و هي تهمس ؛
_بخير..أنا بألف خير..اهدأ قليلاً..
لكنه لم يهدأ..بل هتف بها مجدداً بنبرة متوترة شديدة القلق ؛
_صوتكِ لا يبدوا بخير أبداً..و لا أفهم حقاً ما سبب عدم ردك على كل تلك المكالمات..أين كنتِ ؟!!!
قالت أثير باستسلام ؛
_لقد كنت نائمة..كنت مرهقة بشدة لدرجة أنني حتى الآن لم ألاحظ ما لون طلاء الغرفة التي أجلس بها..
انتظرت للحظة أن يقول والدها شيئاً..لكن الصمت فقط من لاقاها فقالت مجدداً ؛
_آسفة لأنني..أخفتك !!
الآن سمعت زفرته..ثم قال بعدم رضا ؛
_لا أزال لا أستوعب حتى الآن ما نوع هذا العمل الذي يجعلك تسافرين فجأة بهذا الشكل !!..أنا لا أشعر بالراحة بتاتاً..
تنهدت أثير و هي تفرك جبهتها قائلة بخفوت ؛
_لا داعي لهذا الشعور حقاً يا أبي..أنا بخير..بخير تماماً..
أطرقت و هي تدعوا الله من كل قلبها أن يسامحها على هذه الكذبة..
هي لم تكن تستطيع إخباره بأي شيء..ببساطة لأنه سيمنعها !!!
بدر بطبيعته شديد القلق على كل أفراد عائلته..خاصة هي و رؤى..و موضوع الماضي -الأليم- هذا أصبح مصدر قلق و إزعاج له..
و هي شعرت بهذا..في كل تلك المرات التي كانت تنتبه لتعقد ملامحه كلما سمع تلميحاً و لو صغيراً من فمها عليه !!
يكره أن يذكره أي أحد أنها -لشدة الأسف- ليست من صلبه..إنه يعتبرها ابنته..بل هي ابنته بالفعل و ليتجرأ شخص واحد على إنكار حقه عليها و مكانته في حياتها التي لا تعادل مكانة أي شخص آخر..
لقد كان رأيه واضحاً حيال هذا الموضوع..رأيه الذي فرضه عليهم فرضاً بطريقة غير مباشرة..
إنها لا تتذكر حتى المرة الأخيرة التي تطرقوا فيها لهذا الموضوع.. بل إنها فقدت القدرة على تذكر أي حديث دار بينهم و كان فحواه ماضيها !!
طوال حياتها التي أمضتها تحت كنفه كان لها نعم الأب و الأم و الصديق و السند..
بحنانه..بحزمه..بحدته..بقلقه..و بأنانيته في حبه لها !!!
أنت تقرأ
وهم الكبرياء (مكتملة)
Romance• صحفية ناجحة • رجل أعمال مرموق • باردة الطباع • مغرور • تكتب عنه مقالاً يسِيء لسمعته فيقرّر الذهاب إلى مقابلتها و توبيخها.. • و إذا به يقع في حُبها من أول نظرة ! •••••••••••••••••••••••••••••• " أخشٓـى أن أمنـحٰ عينيـكِ وصْـفاً فأظلمٰـها ! " •••••...