-الفصل التاسع و الثلاثون-

1.8K 74 103
                                    

رجاءً لا تنسوا الضغط على زر النجمة قبل البدء في القراءة 💛

___________________________

توقفت السيارة أخيراً أمام أحد البنايات المتواضعة نسبياً..كان عماد يعلم بأن والدها ليس بالرجل الميسور مادياً..لكنه على الأقل كان يقطن في حيِّ نظيف بعيد عن الشوائب نوعاً ما..

نظر لنهى التي كانت عيناها تائهتان في النظر إلى ذلكَ الباب العريض الذي توسط البناية..ثم لم يلبث أن سمع صوتها تهمس أخيراً بصوتٍ خافتٍ جداً و كأنها تحادث نفسها ؛

_هذا هو !

التفتت إليه بعدها لتنظر له بملامح غزاها تردد لم يرق له نوعاً ما..رغم أنه كان ينتظرها فعلياً و هو يتوقع أن تتراجع الآن أو تطلب منه إعادتها برأسٍ صلبٍ كعادتها..

لكنها فاجئته في النهاية حينما وجدها تعود لتشيح بأنظارها عنه لتمسكَ بمقبض السيارة و تفتح الباب و تنزل مغلقة إياه بحزم..

ظل عماد مكانه للحظة أخرى قبل أن يترجل من السيارة هو الآخر ليدور حولها إلى أن توقف بجانبها..

عيناها تحدقان بشجاعة منقطعة النظير بذلكَ الباب الحديدي المغلق..بينما عيناه تحدقان بها هي بمشاعر مشتتة لا يدري ماهيتها هو بنفسه !

ثم همس فجأة ؛

_هل نذهب ؟!!

التفتت له نهى مجفلة نوعاً ما..فطرف بعينيه قليلاً أمام ردة الفعل الغريبة هذه..لكنها سرعان ما كانت تحركُ رأسها في حركة شبه مرئية دليلاً على الموافقة..

قبل أن تتقدم خطوة ضئيلة نحو الباب تلتها خطوات أخرى إلى أن توقفت أمامه..لكنها لم تطرق الباب رغم ذلك..و لم ينتظر عماد تلكَ الحركة منها فامتدت يده هو لتضغط ذلكَ الجرس بدلاً عنها..

لحظة..اثنتين..ثم كان الباب ينفتح على مصراعيه ليطل منه وجه سيدة تبدوا في عقدها الرابع ربما.. لكن ليس هذا ما كان ملفتاً للنظر..بل ملابسها التي اتشحت بالسواد و الكآبة من قمة رأسها حتى أخمصِ قدميها..

حتى ذلكَ الشال الذي كانت تغطي به نصف شعرها تاركة نصفه الأمامي ظاهراً للعيان كان أسوداً..نقلت عيناها بينهما بتساؤلٍ جاد قبل أن تقول ؛

_عفواً..من أنتما ؟!!!

لم تستغرب نهى ردة فعلها هذه..فهي بالطبع لن تتذكرها كونها لم تزرها في حياتها إلاَّ مرة واحدة ربما أو اثنتين مع عمتها حينما كانت طفلة صغيرة..رغم أن والدها بحنانه المزيف كان قد سلمها عنوانه تحسباً لأيِّ ظرف خاص!

ابتلعت ريقها قليلاً قبل أن تهمس ؛

_نحن جئنا لأجل السيد ناصر..هل هو موجود ؟!!!

ضيقت عينيها قليلاً و هي ترى ذلكَ الإنقباض الجديد الذي ظهر في وجه المرأة فور ذكرها اسم ناصر الذي من المفترض هو زوجها..قبل أن تنتقل عيناها بينهما بقلقٍ أشد إلى أن قال عماد فجأة ؛

وهم الكبرياء (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن