-الفصل الثالث-

3.2K 117 15
                                    

_"مروان الشافعي" !!

مجرد ذكر الاسم..حتى كانت أثير ترفع حاجبًا واحدًا تقييميًا..و بنفسِ التمهل العجيب الذي نطق به اسمه للتو.. انحدرت أبصارها تمنحه نظرة تقييمية حقيقية شاملة..


قبل أن ترفع عينيها صوبه مجددًا لتمنحه نظرة غالبًا تشبه النظرة التي حاولت رؤى أن تمنحها لعصام سابقًا.. لكن شتان بين رؤى اللطيفة و أثير الباردة !!

_إذًا ؟!

قالت ببرود شديد..فاتسعت ابتسامة مروان المستفزة بهدوء شديد و هو يقترب خطوة تراجعت هي على إثرها نفس الخطوة بحذر..

بدون أن تتخلى ملامحها عن جمودها السابق أو تهتز عضلة في وجهها الشبيه بلوحة تفنن الخالق في تشكيل كل تفاصيلها بعناية..لولا أنه فاجئها بحركة مباغتة.. حينما تجاوزها يتقدم بداخل المكتب بكل بساطة !!

حينها فقط كانت عيناها تتسعان بما يشبه الدهشة و هي تلتفت صوبه ناظرة له بملامح متحفزة..و قد تحفزت ملامحها أكثر و هي ترى الطريقة التي شرعت عيناه تتنقلان باهتمام حول كل مكان في المكتب..مكتبها!

إلى أن تسمرت عيناه أخيرًا على تلكٓ الشارة المحفوظة فوق المكتب الذهبي الأنيق بعناية..و مكتوب عليها..

" رئيسة التحرير "

مط شفتيه قليلًا و هو يتأملها قليلًا..قبل أن يعيد أبصاره إليها معقبًا بهدوء ؛

_امممم..ليس سيئًا !

زفرت أثير بنفاذ صبر و قد بدأت تفقد أعصابها فعلًا من هالة الهدوء المحيطة بهذا الرجل المعتوه بعد الشجار العنيف الذي دار بينهما في الهاتف يوم أمس !

بينما كان عقل مروان يتخذ وجهة أخرى..فعلى ما يبدو أن هذه -الساحرة الشرسة- قد راقت له..و هو مروان الشافعي..الذي لا تروق له أيّ واحدة !

_حسنًا..يكفي إلى هذا الحد..أخرج من مكتبي..

قالت فجأة بنبرة خرجت في غاية الفظاظة الآن..تحمل شيئًا من نفاذ صبرها و برودها أيضًا!

لكنه و على عكس ما توقعت..لم يتزحزح من مكانهأبدًا.. فقد قال لا يزال يتأملها بذلكٓ التفحص المستفز..و الذي خرجت نبرته تناقضه تمامًا رغم جديتها التي علمت بأنها مفتعلة إلى حد ما!

_أنا لديّ دكتور نفسي فعلًا بدأت معه قبل سنة و منذ ذلك الوقت أشعر أنني بدأت أتحسن الحمدللّٓه..

الآن ارتخت العقدة بين حاجبيها..و سقطت ملامح الضيق السابقة و هي تنظر له بشيءٍ يشبه...الغباء! لكنه غباء استمر لحظة واحدة..ثم كان صوتها يرتفع مجددًا بنفس الجمود ؛

_هل تستهزأ ؟!!

اتسعت عينا مروان بدهشة كانت تبدو مبالغة أكثر من اللازم و هو يهز رأسه بالنفي مجيبًا بأمانة ؛

وهم الكبرياء (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن