-الفصل الثالث عشر-

1.8K 81 39
                                    

_وجدتها !

لوهلة شعر مروان أنها ستفقد وعيها حالاً..فقد طرفت بعيناها بحركة بدت ثقيلة جداً..في نفس الوقت الذي ارتخت فيه العقدة بين ذراعيها و حاجبيها..لتهمس بغير تركيز فعلي..بنبرة شبه متوسلة ؛

_ما..ماذا وجدت ؟!!!!!

قال مروان بحذر ؛

_طليقة " فريد المارد " !

ثم استرسل فوراً بتعقيب ؛

_حسناً..لم أجدها حرفياً..لكنني أستطيع أن أؤكد لكِ أنها في المدينة التي ذكرتها لكِ..هذا إذا لم نضع في الحساب موضوع التشابه في الأسماء و ما إلى ذلك !

لم تستطع أثير أن تلفظ كلمة لثواني..فقد نظرت حولها بحيرة تامة..و بملامح جعلت بعض القلق يغزوا ملامح مروان..فقال بهدوء ؛

_هل تسمعينني ؟!!!

أجفلت أثير بلا سبب و هي ترفع رأسها إليه..قبل أن تتمالك نفسها فأخذت نفساً عميقا لتقول بجدية ؛

_أسمعك..أسمعك بالطبع......

اومأ مروان بنفس الملامح القلقة..ثم قال ؛

_إذاً ؟!!!

و صمت ينتظر جوابها بصبر..فعقدت أثير ذراعيها و قد عادت لها صلابتها لتقول بجدية ؛

_أنا سأفي بوعدي بعد أن ألتقي بها !

_و أنا سأجعلكِ تلتقين بها في القريب العاجل !

أجاب مروان فوراً بنبرة تشبه نبرتها..فلانت ملامح أثير رغماً عنها و اكتسبت نظرتها بعض الإمتنان و هي تقول ؛

_حسناً..أنا...سأذهب الآن !

التفتت لتذهب بالفعل لكن مروان اختار أن يجازف مجدداً فقال بسرعة ؛

_لما لا نتمشى قليلاً بجانب البحر ثم تذهبين بعدها ؟!

التفتت له أثير و هي لا ترغب مطلقاً في التصرف معه بفظاظة أو بصلابتها المعتادة..

فهذا الواقف أمامها حتى لو كان مجرد اتفاق.. لكنها لا تستطيع أن تنكر شعورها بالإمتنان ناحيته بعدما استطاع أن يجلب لها معلوماتاً تبدوا موثوقة و سريعة في مدة أسرع بكثير من -المحقق- الخاص الذي عينته !

هي لم تكن تسايره حينما أخبرته أنها ستطلعه على الحقيقة إذا ما وجد لها أمها..فهي تؤمن..بل أكثر من يؤمن أن شخصاً تكبد كل هذا العناء لأجلها..هو شخص يستحق أن تمنحه الثقة حتماً !..

قالت بنبرة جامدة لكنها مترددة ؛

_أنا...لدي عمل !

قال مروان بما يشبه الرجاء ؛

_و أنا لدي عمل تركته لأجلكِ..كان بإمكاني أن أطلعك على الخبر في المساء أو غداً أو عندما أكون متفرغاً لكنني لم أستطع..أنا احترمت لهفتك بهذا الشأن بالذات و أتيتكِ على وجه السرعة ما إن تأكدت من صحة المعلومة !!

وهم الكبرياء (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن