قبيل العصر..كانت تقف بجانب مكتبها تجمع البعض من أغراضها المهمة في حقيبتها بما أنها لن تعود للعمل قبل فترة جيدة..لا تصدق أن زفافها لم يتبقى له إلّا يومين فقط..
بل لا تصدق من الأساس أنها..هي...ستتزوج حقاً!
صوت طرقات خافتة على الباب لفت انتباهها..فهتفت مستمرة في توضيب أغراضها متوقعة أن يكون كريم المزعج..فتلكٓ عادته أن يطرق بابها في أيّ وقتٍ غير عابء بالمواعيد..
_ادخل..
لحظة صمت..ثم كان الباب يندفع ببطءٍ..لكن ما ظهر من خلفه لم يكن كريم..فقد عقدت أثير حاجبيها قليلاً و هي ترى أمامها...هند!
كانت تلكٓ الفتاة اللطيفة التي تشتغل كساعية هنا..و التي لطالما اعتبرتها أثير كأختٍ صغيرة لها..لكنها لم تكن تحمل في يدها أيّ فنجان الآن و بالطبع أثير لم تستدعيها..و لم تكن لتقوم بهذه الزيارة إلّا في حالة كان هناكٓ طلب تريده منها كما تفعل في أحيانٍ نادرة..
كان واضحاً الارتباك على معالم وجهها و يديها المتشابكتين مع بعضهما البعض..ثم رمقت حقيبة أثير التي تركتها من يدها فوق المكتب..و عادت تنظر إلى أثير سائلة بتردّد ؛
_كنت...أريد أن..........
صمتت فجأة..فاستقامت أثير قليلاً ناظرة لها بشيءٍ من القلق..ثم لم تلبث أن قالت و هي تقترب منها خطوة صغيرة ؛
_ما الخطب هند ؟ هل...تحتاجين إلى أيّ شيء ؟ تعلمين بأنكِ تستطيعين أن تخبريني بأيّ كان !
حركت هند رأسها بالنفي بسرعة متداركة بحرارة ؛
_لا لا..الأمر لا يتعلق بالمال..كنت أريد أن أقول فقط.........
صمتت تنظر لها بارتباك أكبر..لكن عينا أثير استقرتا على ذلكٓ التوهج الطفيف بوجنتيها..و انعقد حاجبيها قليلاً و هي تنتظرها بصمتٍ أن تتم..
إلى أن أخذت نفساً عميقاً..و قالت دفعة واحدة بنبرة خافتة يشوبها نفس الإرتباك ؛
_هناكٓ شاب !
رفعت أثير حاجبيها بدهشة..بينما احمرت وجنتا هند أكثر..و أسدلت رموشها القليل أمام نظرات أثير المركزة..إلى أن عادت ترفع رأسها..و همست تلقي نفساً طويلاً باستسلام ؛
_هناكٓ شاب تعرفت عليه قبل فترة..إنه معجب بي بشدة و طلب مني أن...أطلع والدي على الأمر لكنني........
صمت جديد قصير..فقالت أثير تحثها برفق و طيف ابتسامة بالكاد يمكن ملاحظتها يشق أطراف شفاهها ؛
_لكنكِ ؟
كانت تنظر لها باهتمام و هي تميل برأسها قليلاً إلى الجانب..فزمت هند فمها لوهلة..قبل أن تهمس و هي تنزل يديها بتردد بنبرة مزجت ما بين رجاءٍ و توتر ؛
_لكنني فكرت بأن علي...أن أجعله يقابلكِ أنت أولاً !
الآن ارتفع حاجبي أثير أكثر..قبل أن تشير إلى نفسها سائلة و ابتسامتها تتسِع قليلاً باستغراب ؛
أنت تقرأ
وهم الكبرياء (مكتملة)
Romance• صحفية ناجحة • رجل أعمال مرموق • باردة الطباع • مغرور • تكتب عنه مقالاً يسِيء لسمعته فيقرّر الذهاب إلى مقابلتها و توبيخها.. • و إذا به يقع في حُبها من أول نظرة ! •••••••••••••••••••••••••••••• " أخشٓـى أن أمنـحٰ عينيـكِ وصْـفاً فأظلمٰـها ! " •••••...