-الفصل الواحد و الثلاثون-

1.8K 63 73
                                    

_أنا واقع في ورطة كبيرة!

كانت نهى تقف أمام منزلها..تبحث في حقيبة يدها على المفتاح بعد يومٍ طويل أمضته في عملها -الجديد- الذي بدأت به قبل يومين..في إحدى الشركات الصناعية العادية جداً..

بعد أن بئست فكرة الجلوس أكثر..فقالت و هي تجعد جبينها قليلاً بصوتٍ كان مضطرباً نوعاً ما رغم نبرة الجمود و الوقاحة فيه ؛

_لا أفهم !!!

سمعت زفرته الساخطة..قبل أن يقول ببعض الإندفاع الآن ؛

_نهى اسمعيني..أنا لا أريد سوى أن...............

صمت فجأة و هو ينزل الهاتف ليراها و قد أغلقت الخط في وجهه.. بكل هذه البساطة !!!..شحبت ملامحه فجأة و احتدت و هو يعيد وضع رقمها ليتصل بها مجدداً بدون جدوى..

فقد كانت تفصل الخط في وجهه كل مرة..و ما إن أنزل هاتفه بعنفٍ يهم بإلقاءه تفاجئ برسالة تخبره بأنها...... حضرت رقمه!!!!

بينما كانت نهى في غاية التوتر..فقد وضعت المفاتيح فوق منضدة جانبية و أنزلت يدها التي تحمل الهاتف بيأس بينما رفعت يدها الأخرى إلى جبهتها تربث فوقها بأنامل ترتجف لسببٍ مجهول..

صوته..صوته أصبح يشبه تغريدة سيئة مليئة بالنشاز..إنها تستنكر حتى هذه اللحظة كيف وقعت بحبه..بل كيف..........

" أنتِ لا تحبينه! "

مرت هذه العبارة في عقلها بصوتِ عماد فتوترت أكثر و اقتربت لتجلس في طرف أريكة تبدوا قديمة جداً لانحراف لون القماش فيها من الأسود الناصع..إلى أسود باهت جداً كمشاعرها..

هي لم تعد تمتلك حماس الشباب..بل تشعر و كأنها امرأة شاخ بها الزمن..و ها هي تجلس فوق أريكتها وحيدة الظهر بعد أن لم تصنع في حياتها سوى خراباً لكل من يقترب منها..

هي...لا تزال تحبه حتماً !! و إلا ما الذي جعلها تتخلى عن حياتها الهانئة و تعود إلى هنا بعد كل هذه السنوات ؟!!! ما تلكَ النار التي كانت تشتعل بقلبها كلما رأته أو رأت برفقته.......

احتدت ملامحها و تعقدت بشدة و اسم " رؤى " يمر في ذهنها ملحاً.. قبل أن تستدير برأسها لترفع هاتفها و تنظر لتلكَ الرسالة التي وصلتها أولاً باعتيادية..ثم باهتمام حينما لمحت الإسم..

" جلسة يوم الغذ ستكون في السادسة مساءً..إذا تأخرتِ ثانية واحدة فلن أستقبلكِ! "

_و كأنني معتادة على التأخر!

قالتها بسخرية متهكمة قبل أن تعود برأسها نحو الخلف إلى أن استندت به على ظهر الأريكة ناظرة إلى السقف بعيناها شبيهتي عيني القطة في شراستهما أحياناً..و جمالهما الذي أذبلته الأيام!!

_________________________________

فتح الباب ليسمح لأمه بالدخول..قبل أن يدلف هو وراءها ممسكاً بيد هناء التي تقدمت أول خطوة بتردُّدٍ..

وهم الكبرياء (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن