-الفصل الرابع عشر-

1.6K 79 23
                                    

" هل تقبلين أن نستبدل الشين بالراء و نضع بدل الألف فاء و تصبحي " رفاعي " يا من تقاسمت مع ضوء القمر كل الضياء ؟! "

كانت كمن فقد كل تركيزه على حواسه..تنظر كالصنم تماماً إلى تلك الورقة و تلك الكلمات التي جعلت من خفقات قلبها تتضارب بعنف..

رفعت رأسها فجأة لتلتقي عيناها مباشرة بفادي الذي منحها ابتسامة لم ترى شبيهتها على وجهه من قبل..

هذه الإبتسامة جعلت عيناها تتسع بدرجة أكبر قبل أن تبتلع ريقها ببطء لتتم جمع كل أوراقها و تضم الملف بين ذراعيها و تطرق رأسها لتتجاوزه و كأن شيئاً لم يحدث..

و كأنه لم يتكبد عناء التفكير في طريقة مثلى لإخبارها..و كأنه لم يقل شيئاً من الأساس..بل و كأنها لم تعرفه يوماً !!!

نظر لها بذهول و هي تتجاوز باب المحكمة لتخرج إلى الخارج دون أن تمنحه نظرة أخرى أو حتى إشارة تريح بها قلبه المنصهر ب.... حبها !!!!

لم يكن يعلم أن كلماته قد تفعل بها كل هذا..فقد اتسعت عيناه بشدة أكبر ما إن خرج من المحكمة و هو يراها تطلب رقماً بسرعة لتبتعد عنه أكثر و تبدأ في الكلام..

_هناء..هناء..أنقذيني..أنا في ورطة..لقد..لقد.. هناء..ماذا أفعل ؟!!!!!!!!

كانت تهتف بجنون بينما يدها الحرة تتخلل شعرها مرة..لتلمس جبينها مرة أخرى بتوتر كبير..و أنفاسها هائجة بينما هي لا تتوقف عن الإستجداء بهناء..إلى أن هتفت هناء التي كانت قد خرجت للتو من العمل و تقف في منتصف الشارع ؛

_لحظة..لحظة..تكلمي بوضوح..أنا لا أفهم أي شيء..هل أنتِ بخير ؟!!!!

رمقت مروى فادي خلسة فرأته و هو يدس يديه في جيوبه..يقف أمام المحكمة ناظراً حوله بما يشبه اللا مبالاة..

دون أن تعلم أنه كان يراقبها قبل أن ترفع رأسها بثانية واحدة استطاع فيها أن ينظر جانباً بسرعة و يدعي هذه اللا مبالاة التي تبدوا عليه..

قالت و هي تكاد تبكي أو تسقط لتجلس في أي مكان عشوائي ؛

_لقد..لقد..طلب يدي للزواج..هناء..هناء سأموت..طل........

_من طلب يدكِ للزواج ؟!!!!!

هتفت مروى في لحظة بأعصاب مشتتة ؛

_المحامي الوسيم..من سيكون غيره ؟!!!!

كان صوتها مرتفعاً لدرجة أنه وصل لفادي الذي نظر لها بملامح عاد لها الذهول..فاتسعت عيناها أكثر بما يشبه الذعر بينما تسمع هناء تقول من الجهة الأخرى بسعادة بالغة ؛

_حقاً ؟!!! و بماذا أجبته أنتِ ؟!!!!

قالت مروى و هي عاجزة تماماً عن تركِ عيناه ؛

_لم أخبره شيئاً بعد..

_و ماذا تنتظرين ؟!!

دست مروى يدها في جيب سترتها الرسمية السوداء لتخرج منديلاً و تمسح به فوق جبينها بأنامل ترتجف و هي تهمس بعجز ؛

وهم الكبرياء (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن