-الفصل الواحد و الأربعون-

2.3K 81 194
                                    

مساء الخير أحبائي..أولاً..أحب أشكر كل حدا عم يدعمني كل هذا الوقت..و أشكركم على انتظاركم الطويل لي و صبركم علي..

و ثانياً..أتمنى من كل حدا ضاعت منه بعض تفاصيل الفصل السابق أن يعود و يلقي لمحة سريعة عليه، أحبكم في الله و أتمنى لكم قراءة ممتعة ✨🦋
__________________________

كان مروان يقف مستنداً إلى سيارته..عاقداً ذراعيه بهدوءٍ تام..بينما عينيه بدتا اليوم ثابثتين أكثر من أيِّ يوم آخر..لكن ما لفت انتباهها فعلاً..

هو خصلات شعره المبللة التي تمردت بعضها ملامسة جبينه..و قد بدا و هو يقف في مقابلها بابتسامته الرصينة و الجميلة تلكْ كالخيال تماماً..

بدا كما لو أن تلكَ الصورة و الأمنية التي تمنتها صباحاً تمثلت أمامها على شكل واقع جميل !

لكن...ما تلكَ المشاعر التي تختلجها ؟!..كيف عساها أن تتحول خفقات قلبها الهادئة إلى مضخة عنيفة تعمل بدون توقف!..كيف استحال البرود إلى شوق..و الهدوء إلى ضجيج..

كيف أصبح العالـم وردياً في عينيها؟!..ما سر تلكَ الرغبة الدفينة بداخلها..و التي تدفعها لتأمل كل تفاصيله حتى الصغيرة منها!..

بل متى تحولت عيناه من مجرد عينان طبيعيتان إلى مغناطيسٍ من الإثارة!..و الأهـم من كل ذلك..أنَّى لفتاة باردة مثلها أن تختبر كل هذه التناقضات دفعة واحدة!

وجدت نفسها تشيح بعينيها رغماً عنها عنه..بينما أفكارها تلكَ أرسلت قشعريرة من الرعب و القلق إلى داخلها..رغم أنها كانت قد أقرت فعلياً بأنها......أحبته!.. لكن..لكن...متى أصبح يمتلكُ كل هذا السلطان عليها ؟!!!

التفتت إليه فجأة و هي تراه يستقيم أخيراً مقترباً منها ببطءٍ..بهدوءٍ..غير عابء بقطراتِ المطر..و لا ببرودة الجو..و لا بأيِّ شيءٍ آخر..بل هو بدا غير عابئاً بها هي أيضاً اليوم!..

فقد كانت خطواته و نظراته على النقيض من نظراته المشبعة باللهفة إليها..وخطواته رصينة عكس الخطوات الرتيبة التي لطالما قهرت كل المسافات بينهما بحزم..إلى أن توقف أمامها أخيراً..

و حينها شعرت بالكون يتجمد من حولها..و هي ترى عينيه..تلكَ المنطقة الخطرة التي ما عادت تستطيع عبورها بأمان إلَّا و انصهرت حيرة و دفئاً..تنخفضان ببطءٍ لتشملانها بالكامل في نظرة طويلة غير عابرة......كما العادة!

لكن هذه المرة صمته طال..و عينيه لم تبارحاها بدون خجل..بل ارتفعتا و ارتفعتا..لتتجولان فوق ملامحها دون أن تقابل عينيها فعلاً..

إلى أن استقرت أنظاره لوهلة فوق تلكَ القبعة الصوفية الحمراء التي كانت تغطي رأسها..بينما خصلات شعرها المنسدل على شكل تموجاتٍ ناعمة تنساب بسحر من تحتها..

لكنها في النهاية تركت كل ذلكَ لترمق المظلة التي كانت لا تزال أثير تتمسكُ بها بنظرة ذات مغزى غريب..جعل أناملها ترتجف قليلاً..

وهم الكبرياء (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن