-الفصل السابع و الخمسون و الأخير-

1.2K 27 20
                                    

لم يكُن الندم شعوراً يمكن أن يزور قلبها المتعطش للحُب رغم واجهة ثابتة لطالما أتقنت صنعها..لا يمكن للإنسان أن يشعر بالندم على لحظاتٍ تذوق فيها طعم...الحُرية المطلقة !!

لا يمكن لأيّ إنسانة..أن تكون في مكانها و أن لا تقع بجنون في حُب رجل مثله..رجل كـ...ياسين !

لقد كان يمكنها أن تهمس له بالكلمة مباشرة و بوضوح في وجهه..كان يمكنها أن تختار الطريق الأسهل و تكتبها في مرآة الحمام..أو في ورقة صغيرة تضعها فوق المنضدة بجانب سرير غرفته..

لكنها لطالما أرادت أن يكون اعترافها مميزاً بقدر الحُب الذي بدأت تشعر به ينشئ في قلبها منذ وقتٍ طويل نحوه..أرادت أن يكون اعترافها مميزاً بحيث لا ينساه أحدهما طوال حياتهما..

كما أرادت لليلتهما الأولى أن تكون..و لمُستقبلهما و حياتهما القادمة أن تكون ! و لهذا الصباح أن يكون !

لقد وجدت نفسها بدون أن تشعر تتجمد للحظاتٍ طويلة بمجرد أن استيقظت من...غفوة مريحة تحظى بمثلها بعد وقتٍ طويل..مستوعبة كل لحظة مرت بالأمس بكل تفاصيلها..

مستوعبة بأنها تنام الآن و في تلكٓ اللحظة..بجانبه!

بجانب ياسين..فوق صدره..بين ذراعيه اللتين تضمانها بقوة تبدو عنيفة بالنسبة لشخصٍ غارق في النوم !

بشعرها المتراقص على صدره..و أناملها المُتمسكة بالغطاء الأبيض الذي يسترهما برقة منذ دقائق طويلة استغرقتها فقط في تأمل تلكٓ الملامح الساكنة.. تستمع إلى صوت أنفاسه المنتظمة و تشعر بخفقات قلبه و كأنها تنبض بداخل فؤادها هي..

كيف وقعت في حُبه بهذه السرعة ؟ كيف تستطيع أن تجزم الآن..بينما تنام بجانبه و تتأمله..و الكتاب الذي دونت فيه تلك الكلمة في ثلاثمئة صفحة يلزمها أكثر منها أضعافاً للتعبير عن مشاعرها..بأنها تحِبه حقاً!

و هي التي لم تتذوق طعم الحُب يوماً إلا معه..و هي التي عاشت طوال حياتها تراه كشعور مُبهم غريب.. اليوم تجد نفسها تعيش ذلكٓ الشعور الغريب فعلاً.. تحياه مع رجل كان غريباً عنها حتى قبل عدة أشهر!

ألا تدعو كل هذه الحقائق للرهبة فعلاً !

ثم بعد دقائق طويلة..تمكنت من أن تتحرك بهدوء بعد أن رمقته بنظرة أخيرة..إلى أن اختفت بداخل الحمام القريب..لكنها تفاجئت حتى بعد خروجها بعد دقائق استغرقتها في الاغتسال و ارتداء فستان وردي رقيق به لا يزال نائماً كما تركته!

كانت قد رتبت شعرها الناعم فتركته منسدلاً بتلكٓ الغرة المُلامسة لحاجبيها..لكنها لم تستطِع أن تتخلص من الحياء الذي كان يكتسِح وجنتيها بحمرة واضحة مهما حاولت..

و لم تستطع أن تمنع نفسها من أن تتأمله للحظاتٍ من مكانها بينما تقف في حاجز الباب تمسكُ بمقبضه بشعور غريب من...سعادة بدأت تتسرب إليها الآن فقط بعد دقائق من استيعاب ما حدث فعلاً!

وهم الكبرياء (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن