-الفصل السابع عشر-

1.7K 67 26
                                    

كان يعلم مسبقاً عن حساسيتها المفرطة من موضوع -يتمها- لكنه لم يتوقع أنها قد تكون متأثرة بالموضوع لهذا الحد !!

فقد استمرت تنظر للواجهة للحظات بذات ابتسامتها الهادئة تماماً قبل أن تدلف إلى الداخل و يدلف وراءها فادي الذي كان ينظر مشدوهاً لكل تحركاتها..

من عينيها التي دمعت بشدة و هي تنزل على ركبتيها لتلتقط كل طفل يقترب منها بلهفة بالغة إلى حضنها.. كانت تبدوا سعيدة حقاً..سعيدة أكثر من أي مرة رأى ابتسامتها فيها..

سعيدة رغم بعض الدموع التي كانت تندلع في عينيها تأثراً و هي تتبادل معهم أطراف الحديث اللطيف و تلاعبهم في انطلاق بدا غريباً جداً على طبيعتها الهادئة و المنغلقة على نفسها..

ابتلع ريقه ببطء حينما رفعت عيناها لتلتقي بعيناه في اتصال صامت للحظات..و تمنى لو يفصل اتصالهما هذا..لا ليبتعد..

بل ليحتويها هو بين ذراعيه بنفس الطريقة التي كانت ذراعيها تحتويان كل الأطفال !!

ابتسم بارتجاف و هو غير قادر بعد على التحرر من سحر كل تفاصيلها المميزة و الجميلة..فبادلته الإبتسامة و هي تهمس ؛

_ألن تلقي عليهم التحية ؟!!!

أجفل فادي بلا داعي و هو ينقل أنظاره بينها و بين الأطفال الذين التفوا لينظروا له ببراءة كبيرة و لهفة أكبر..فابتسم لهم بلطف و هو يلقي عليهم التحية ببشاشة..

لكن بشاشته هذه طارت مع الهواء حينما قال طفل من بينهم لمروى بذهول ؛

_أين نظاراتكِ الجميلة ؟!!!

جميلة !! شعر برغبة قوية في صفعه لا احتضانه عقاباً لهذا الوصف الغبي !!!! لكنه كتم رغبته حينما رمقته مروى بنظرة خاطفة ذات مغزى و هي تقول ؛

_هل تراها حقاً جميلة ؟!!!

قال الطفل بلا تردد ؛

_بالطبع..بالطبع..أنا أحبها عليكِ..أين هي ؟!!!

برقت عينا مروى بخبثٍ خفي و هي تمسك بمحفظتها تهم بإخراجها أمام ملامح فادي الرافضة تماماً..

و ما إن أخرجتها و هي تنوي ارتدائها بالفعل حتى تفاجئت بيده التي قبضت على معصمها قبل أن تستطيع حجب عينيها عنه بها..

ليقول بينما يأخذ النظارات من يدها برفق بالغ..و برقة جعلت من ذهولها يتضاعف بينما هو يوجه كلامه للطفل ؛

_دعنا من النظارات الآن يا عزيزي..و استدر وراءك فهناك من يناديك..

التفت الطفل بالفعل ليجد إحدى المشرفات تقف على جنب عاقدة ذراعيها تراقبهم بهدوء..فاقترب منها بسرعة في نفس الوقت الذي كان فيه فادي يعود ليستقيم و يدس النظارات في جيب سترته..

نظاراتها هي..في جيب سترته -هو- !!!!!!!

_هل هناكَ خطب ما ؟!!!

وهم الكبرياء (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن