-الفصل الخامس-

2.6K 106 10
                                    

كان يمشي في منتصف ساحة النادي حيث انتهى الآن فقط من مباراة كرة قدم كان فريقه الفائز فيها بجدارة..
ابتسم و هو يشير إلى احد أصدقائه بيده في تحية وداعية مختصرة..قبل أن يلتفت مستأنفًا طريقه..

كان لا يزال يرتدي بدلة اللعب السوداء و المزخرفة بعدة خطوط ذهبية لأكمامها و لزوايا بنطاله القصير..و قد ارتفعت يده يهذب خصلات شعره القصيرة الناعمة و التي تبعثرت بشكل عشوائي أثناء اللعب..

ثم انحنى حينما وصل إلى مقعد خشبي طويل كان قد تركٓ فيه حقيبته و أغراضه ليحملها فوق كتفه و يضع المنشفة فوق كتفه الآخر و..........

توقف فجأة مأخوذًا و هو يلمحها من بعيد..بعيد جدًا تجلس فوق طاولة دائرية بأبهى حلتها كما اعتاد..

فمن مكانه استطاع أن يميز لون قميصها الأبيض و فوقه سترة قصيرة زرقاء تشبه تمامًا لون بنطالها الأزرق أيضًا.. إلّا من تلكٓ الخصلات الشقراء الساحرة..فقد كانت اليوم على غير عادتها ترفعها على شكل ذيل حصان..

تسمر مكانه قليلًا يراها من مكانه تتبادل أطراف الحديث بكل انسجام مع...رجل!

رجل حكم عليه من النظرة الأولى..أو قبل حتى أن يرى ملامحه غير الواضحة جدًا من مكانه...بأنه مزعج جدًا!

لم يشعر بقدميه اللتين تحركتا تقودانه نحوها بدون أن يتركٓ حقيبته أو المنشفة..لكن عينيه حادتا بغير إرادة أو تخطيط يرمق الرجل الجالس بجانبها و الذي كانت ملامحه تبدو في غاية اللطافة بنظرة عابسة بشدة..

ترى من يكون هذا الشاب ؟! هل يعقل أن يكون صديقها ؟! أو قريبها أو.......

هز رأسه بقوة يطرد الفكرة الغبية من ذهنه..لا بد أنها ليست مرتبطة..و إلّا هل كانت لتحضر ذلكٓ الموعد معه تحت أيّ ظرف ؟! مستحيل !!!

كما أنها..كما أنها لا تضع خاتم خطوبة في يدها و لا تبدو و كأنها عرفت تجربة الارتباط في حياتها!..

لكن مهلًا.. لماذا تبدو نظرات تلكٓ الأبله أمامها مدلهة لتلكٓ الدرجة !! لقد كان يتأملها مبتسمًا بالفعل..مبتسمًا بتركيز شديد و بـ...حب !!

انعقد حاجباه بشدة مع كل تلكٓ الأفكار و هو يقترب بخطواتٍ أصبحت أسرع الآن إلى أن توقف أمامهما و لم يتردّد للحظة من أن يهتف لافتًا انتباهها بنبرة بدت شديدة...الفظاظة! و كأنه يوبخها!!

_صدفة رائعة جدّا بعد أن كنتِ تتحججين بالعمل لمدة أسبوع كامل و ترفضين مقابلتي !!

رفعت أثير رأسها شبه مجفلة من تلكٓ النبرة الوقحة و التي لم تعجبها إطلاقًا..و قد انفرجت شفاهها تود الهتاف بهذا الشخص المزعج..خاصة و قد استطاع عقلها تخمين هوية صاحِب تلكٓ النبرة تلقائيًا..

كيف يمكنها أن تنسى صوته الـ..مزعج مثله أساسًا!

لكنها عادت و تراجعت فجأة حينما وقعت عيناها على شكله الذي كان أفضل ما يقال في وصفه...فوضوي !!

وهم الكبرياء (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن