-الفصل الثامن عشر-

1.7K 75 16
                                    

_أنا آسفة..لا أظن أنني سأستطيع القيام بهذا العرض !!

اتسعت عينا عصام قليلاً رغم جمود ملامحه و انعقد حاجبيه بشدة و هو يقول بعدم فهم ؛

_ماذا ؟!!!

لم ترد رؤى فقد استمرت تنظر جانباً فهمس عصام مجدداً و هو يشعر بنوع من الأسى ناحيتها ؛

_هل..بسبب ما حدث في الإجتماع السابق ؟!!!

أغمضت رؤى عينيها بشدة و منظر وجوههم الساخرة و الشامتة ذلك اليوم يمر في عقلها..لتجد نفسها تهمس باستسلام ؛

_أنا فقط..فاشلة..فحسب !!!

رفعت رأسها إليه لتكمل بصوت متهدج ؛

_أنا آسفة بالفعل على كل اللحظات التي أضعتها من وقتك في مساعدتي..لكنني..........

مدت الحاسوب إليه و هي تكمل بخفوت ؛

_هذا هو العرض..تستطيع أن توكل لأي أحد مهمة تقديمه في الإجتماع وأنا واثقة أنه سيقدمه بشكل أفضل مني..

صمتت للحظة ثم همست بصوت أكثر خفوتاً و تهدجاً ؛

_أنا...أستقيل !!

كانت قد التفتت بالفعل لترحل دون أن تضيف كلمة أخرى..دموعها فقط من تكلمت في هذه اللحظة فرفعت يدها لتمسحها و تكمل طريقها..لكن صوته الذي جاءها من وراءها جامداً..حاداً..أوقفها..

_أنا أقترح أن تأخذي معكِ هذا العرض أيضاً..لا أريده !

رمشت رؤى بعينيها و هي تلتفت مجدداً لتنظر له عاجزة عن الفهم..فقال عصام بتفكير عميق و هو يقترب منها خطوة ؛

_هل تعلمين ؟!! أنا أوافقك الرأي في هذا الأمر..أنتِ فاشلة !

اتسعت عينا رؤى و قد تغلفت نظراتها ببعض الإنفعال..فأومأ عصام بكل هدوءٍ و هو يردف ؛

_الإنسان لا يصبح فاشلاً إلا حينما ينظر لنفسه في المرآة و يهمس أمامها.." أنا فاشل " !!

لم تتغير ملامح رؤى أبداً..إلاَّ من العقدة بين حاجبيها التي ارتخت قليلاً..بينما عصام ينظر في عينيها تماماً ليسأل بجمود ؛

_هل فعلتِ ذلك من قبل ؟!!!

و نفس الصمت فهز عصام رأسه ليكمل بصوتٍ أصبح خافتاً الآن ؛

_أنا فعلت !!!

ظهرت شبه ابتسامة مريرة على شفتيه و هو يلمح الدهشة التي اعتلت ملامح رؤى بعد اعترافه الصادق تماماً..قبل أن يستأنف بنفس الإبتسامة ؛

_هل تعلمين معنى الفشل الحقيقي ؟!! أن تجد نفسكَ وحيداً محاطاً بالمسؤوليات فقط و لا سند تمتلكه..لا كتف تستكين برأسك عليه و أنت واثق تماماً أنه لن يخذلك..أن تفقد والديك الإثنين و أنتَ في سن -السادسة عشر- !! أن تجد نفسك انتقلت في لحظة واحدة من مرحلة المراهقة إلى النضج..أصبحت أباً قبل أن تصبح رجلاً مكتمل النمو حتى !!

وهم الكبرياء (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن