-الفصل السادس-

2.1K 97 17
                                    

أحيانًا حتى الكلمات لا تكون كافية للتعبير عن ما تخبئه قلوبنا..نجد أنفسنا غارقين بداخل دوامة لا متناهية من افكار واهية..لا نحن قادرين على البوح بها لنرتاح..و لا حتى على إخفاءها بداخلنا..

و القرار هنا تأخذه الدموع..

إما أن تحجب مشاعرنا لتتوارى خلف قناع الجمود..أو تفضحنا و تنساب للعلن معلنة عن آخر ذرة لتحملنا !

لقد توقع هذا مسبقًا..حتى حينما كان عازمًا على العودة للمنزل وجد نفسه عاجزًا كليًا عن ذلك..فلم يشعر بنفسه إلّا و هو ينعطف في طريق لا يعرفها..

كان يدور في شوارع المدينة بغير هدى..و قد تضاعف طعم المرارة في روحه ما إن عاد وحيدًا..و بات ذلكٓ الشعور أقوى و أشد وطأة على قلبه..شعور شديد بـ... بالإختناق..بالعجز عن إكمال مشوار الحياة بعد..

ظهورها بهذا الشكل فجأة بعد ثلاث سنواتٍ كاملة لم يرى أثرها فيها قيّح الجرح القديم مجددًا..

رغم أنه قابل الوغد المدعى بسهيل لمراتٍ عديدة بعد أن انفصل عنها..لكن رؤيتها هي بالذات أمامه جعلت عقله يعود إلى ما قبل ثلاث سنوات..و إلى ذلكٓ اليوم بالضبط..

ذلكٓ اليوم.......

لم يكن قد تبقى لحفل زفافهما سوى أسبوع واحد.. أسبوع واحد سيمر في رمشة عين ثم يجد نفسه و قد أمامها فوق منصة الزفاف..ينظر في عينيها الجميلتين مستوعبًا و متلذذًا بكل جوارحه بفكرة أنها غدت زوجته أخيرًا..

كان سعيدًا..سعيدًا إلى درجة ربما لم يختبرها من قبل.. حينما اقترب من سيارته الفارهة ليستقلها متجهًا إلى منزلها..وجهته الأسمى و الأجمل كان ذلكٓ المنزل البسيط حيث تعيش حبيبته..

كانت هناكٓ ابتسامة واسعة براقة جدًا تزين ملامحه الهادئة و هو يولي انتباهه للطريق تارة و لخفقات قلبه التي كانت تتقافز بداخل صدره يحاول أن يحتوي تمردها تارة..

لم يكن هناكٓ أيّ شيءٍ في نظرته أو ابتسامته يشبهه اليوم! يشبه ذلكٰ الرجل الذي أصبح عليه..الرجل الذي حولته هي إليه..مجرد رجل بارد الطباع متبلد الشعور فاقد للتعابير في نظر العالم !

و بائس جدًا..حزين و محطم أمام مرآته !!!

حتى أنه لم يتردّد من أن يتوقف فجأة أمام معرض صغير لبيع الورود كان يقبع على بعد شارعين من منزلها.. و اقترب من الرجل الأربعيني الذي كان منهمكًا بقراءة جريدة ما في يده معلنًا عن رغبته الصريحة..

باقة ورد بلونها المفضل...الأحمر !!!

قبل أن يستلمها..و يستدير مستأنفًا مسافة الطريق القصيرة المتبقية سيرًا على الأقدام..كان يتأمل كل شيءٍ بعين مختلفة..كانت عينا الحب الوردي الذي تلألأ فث قلبه يحوله إلى طفل صغير متحمس لرؤية رد فعل أمه على مجرد هدية بسيطة أعدها بيده..

وهم الكبرياء (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن