-الفصل الثامن و الأربعون-

2.2K 67 59
                                    

لا تنسوا ضغط زر النجمة قبل البدء في القراءة 💚

________________________

لا تدرك حتى هذه اللحظة كيف انتهت تلكٓ الرحلة الدافئة..دافئة جداً في الحقيقة..لقد مضى اليومان الماضيان بسرعة البرق لشدة جماليتهما..أحاديث و ضحكات و ابتسامات عائلية ودودة..

و قد كادت أن تنتهي بأكثر سهرة جميلة..لولا أن السهرة التي خططت لها بمساعدة فادي ليلة أمس و التي عقدا العزم على أن يجعلانها دافئة كل الدفء..

و كأنهما أصبحا الوصيين الوحيدين على هذه العائلة.. حريصين كل الحرص على تحين كل فرصة و أخرى لإنشاء اجتماع دافء يشملهم جميعاً..

لـم تنتهي كما خططا و توقعت !

لقد اجتمعوا جميعهم بجانب المسبح ليلة أمس..بعد أن قاما بإرسال رسالة صغيرة لكل واحد منهم باستثناء بدر و نجوى..رسالة تضمنت طلباً ودياً بأن يصعدوا لأعلى اليخت لمشاركتهم احتساء الشاي..و قد لبى الجميع برحابة..أو ليس برحابة شديدة!

فقد كانت رؤى تبدوا كمن تم إجبارها بالقوة على الإنضمام لهم..و كأن كل ما قادها إلى هناك خجلها من مروى ذات المكانة المميزة في قلبها..

لهذا السبب تحديداً آثرت مروى أن ترسل هي الرسالة إلى الأختين..الحقيقة أن فظاظتهما في التعامل مع فادي واضحة للجميع! ثم أرسلت لمروان و عصام..و الإثنان لم يتغيبا..

إلى أن جلس جميعهم في تلكٓ الكراسي القصيرة الملتفة على شكل دائرة متصلة..و التي تتوسطها الطاولة الزجاجية الصغيرة حيث وضعت مجموعة من الأوراق البيضاء..

كانت هي تجلس بين فادي و عصام..بينما رؤى و أثير و مروان في مقابلهما..و كأنهم قد شكلوا فريقين منفصلين بالفعل..

تعلم بأنها لو خيرت مروان بين الجلوس فوق سرير من ريش بمفرده أو الجلوس بجانب أثير فوق جمر من لهب لانتقى الخيار الثاني بغير تردد..

لذا و هي تراه في تلك اللحظة يجلس في يمينها.. تستطيع أن تضعه في خانة الفريق الواحد المتماسكِ مع أثير..و رؤى بصفتها المفضلة لدى...أثير !

_هل استدعيتنا جميعاً لنحتسي الشاي فقط ؟ أشعر بأن لديك ما تقولينه !

كان هذا صوت مروان الذي سألها بجدية و هدوء.. فرفعت فنجانها الخزفي الجميل لترتشف منه برقة.. ثم همست و هي تشعر بنظرات غريبة تسلط عليها من طرف رؤى تحديداً ؛

_نعم..فكرت بأننا لـم نجتمع من قبل جميعنا هكذا..و بما أن الفرصة قد أتت و بما أننا لا نعرف متى قد نجتمع مجدداً بهذا الشكل فكرت أن نجعل من ليلتنا الأخيرة في اليخت مميزة..

_و كيف ذلك ؟!

كان هذا صوت رؤى التي قالت تعقد حاجبيها بضيق كطفلة تم إيقاظها من النوم بالإجبار..فاتسعت ابتسامة مروى بمداعبة..

وهم الكبرياء (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن